تطلع ا لمواطن اليابانى إلى المعرفة والحصول على المعلومات أيا كان مصدرها لايضاهيه سعى أى مواطن آخر فى اى بقعة على الأرض، ففى كل مكان تذهب إليه فى اليابان وتقابل مواطنا وتتحدث معه يلاحقك بأسئلة وتساؤلات عن حياتك وبلدك بحيث تتدفق منك المعلومات بصورة مذهلة تجد نفسك فى نهاية المطاف وقد حكيت له عن كل تفاصيل حياتك الدراسية والمهنية والاجتماعية دون أن تحصل منه على معلومة واحدة عن نفسه أو حياته ! وهو يفعل ذلك مع كل شخص يلتقى به سواء كان يابانيا أو أجنبيا، همه الأول هو إشباع نهمه المولع بالمعرفة والحصول على أكبر قدر من المعلومات، ليس فقط لكى يعرف على وجه الدقة «هوية» الشخص الذى يتحدث معه وأفكاره، ولكن ايضا وهو الأهم ماذا يمكن ان يتعلم من هذا الشخص ومن تجارب بلده حتى تستفيد اليابان من تلك المعرفة والخبرات . وقد أصبت بالدهشة وانا ازور مبنى الدايت « البرلمان اليابانى » لاول مرة فى عام 1990 ضمن مجموعة من الصحفيين العرب والمرشد يقول لنا إن من بين الكنوز التى تحتوى عليها مكتبة الدايت كتابا عن المحاكم المختلطة فى مصر مؤلفه يابانى فى 1887 وكيف ان تلك المحاكم كانت ضمن أسباب سقوط مصر صريعة الاحتلال الانجليزى، وان اليابان كانت مهتمة جدا بالتعرف على اسباب سقوط مصر تحت الاحتلال حتى لا تواجه المصير نفسه فى ظل صراع القوى الكبرى وتنافسها على احتلال اى دولة فى العالم!. ويقول اليابانيون إنهم يتعلمون أسلوب الحوار وطرح الأسئلة الموجه بهدف الحصول على اكبر قدر من المعلومات فى المدارس والجامعات . ويقول عذرا فوجيل مؤلف كتاب «اليابان الأولى عالميا» لو أن هناك سببا واحدا يفسر نجاح اليابانيين، لكان هذا السبب هو سعيهم الدءوب لطلب المعرفة. ولا يهم اليابانى شىء بقدر اهتمامه بالحصول على المعلومات والمعرفة التى تحتاجها بلده، وتنفق اليابان الكثير لجلب علماء من كل بقاع الارض لزيارتها من اجل التعلم من خبراتهم فيما يتعلق بكل شىء تقريبا كما انها ترسل بعثات من خبرائها إلى دول العالم لينقلوا كل ما هو مفيد لليابان. وقد ذكر توفيق الحكيم انه عندما كان يدرس فى فرنسا فى اوائل القرن ال 20، كان يسكن فى الشقة المجاورة شخص يابانى لايراه إلا مرة كل أسبوع وقد استلفت الامر نظر الحكيم الذى لم يفوت الفرصة وسأل اليابانى عن ذلك فقال له انه مكلف من الحكومة بترجمة كتاب عن الصناعة والاقتصاد اسبوعيا ولذلك فإنه يذهب إلى مكتبة باريس الكبرى مرة أسبوعيا لاستعارة كتاب وأعادة الآخر! . نقلا عن صحيفة الأهرام