حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دول الغرب على "إعادة تقييم" موقفها بشأن سوريا، وضمان سلامة قيادتها الحالية في أي عملية انتقال للسلطة. وتساءل بوتين، في مقابلة بثتها قناة "روسيا اليوم" اليوم الخميس العامة الناطقة بالإنجليزية: لماذا يتعين على روسيا لوحدها أن تعمد إلى إعادة تقييم موقفها؟، ربما يتعين على شركائنا في المفاوضات أن يعيدوا تقييم موقفهم!" وأضاف: أحداث السنوات الماضية تظهر أن كل مبادرات شركائنا لم تنته أبدًا كما كانوا يرغبون، موضحًا أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها دخلوا أفغانستان، والآن لا يفكر الجميع سوى بأمر واحد وهو كيفية الرحيل، وماذا يحصل في الدول العربية، مصر وليبيا وتونس واليمن، هل يسود النظام والرفاهية يسودان بتلك الدول؟، وما هو الوضع في العراق؟. وحول ثورات الربيع العربى قال الرئيس الروسى: "جرت هذه الأحداث بصورة غير حضارية وبعنف شديد ولم تؤد لحد الآن إلى إيجاد بنى سياسية ثابتة قادرة على حل المشاكل الاقتصادية والسياسية في هذه الدول، وتبعث كل هذه الأمور على مخاوف كبيرة وقلق كبير بتطور الأحداث مستقبلا، وذلك بسبب أن مواطني هذه الدول الذين تعبوا من الأنظمة السابقة يتوقعون من الحكومات الجديدة حلا فعالا لمشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية. ولكن بدون الاستقرار السياسي يستحيل حل هذه المشاكل"، على حد قوله. وبخصوص السياسة الغربية الداعمة للمعارضة السورية ضد نظام دمشق، الحليف التقليدي لموسكو، شبه الرئيس الروسي ذلك "كأنه فتح أبواب جوانتانامو وإرسال جميع معتقليه إلى سوريا ليتقاتلوا، الأمر سيان" في إشارة الى معتقل جوانتانامو حيث يحتجز منذ 2001 مشبوهون بالإرهاب. وأضاف البعض يريدون استخدام مسلحين من القاعدة وغيرها من التنظيمات المتشددة للوصول إلى إهدافهم في سوريا، لكن ينبغي عدم تناسي أن هؤلاء سيعودون إلى مهاجمة داعميهم. وأكد الرئيس الروسي أن طريق المفاوضات ما تزال السبيل لإنهاء العنف الدائر بسوريا، قائلاً: إن مصير سوريا يجب أن يقرره السوريون أنفسهم، كما جعل بوتين سلامة المفاوضين عن النظام السوري وكذلك أيضا القيادة السورية شرطًا مسبقًا لأي عملية انتقالية، ولكن من دون أن يشير مباشرة إلى الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف: بالنسبة إلينا الأهم هو إنهاء العنف وإرغام كل أطراف النزاع على الجلوس إلى مائدة المفاوضات وتقرير مصير وضمان أمن كل المشاركين في العملية السياسية المحلية. ورفض الرئيس الروسي الاتهامات التي توجه إلى بلاده بشأن تأمينها مظلة للرئيس السوري من خلال استخدامها، مع الصين، حق الفيتو ثلاث مرات في مجلس الأمن الدولي لمنع صدور قرارات تدين نظامه أن تهدده بعقوبات، قائلاً: نحن نعي بالكامل أنه يجب أن تحصل تغييرات هناك، ولكننا نعتقد أن هذا لا يعني أن تلك التغييرات يجب أن تكون دموية".