8 - أعتقد أن أفضل ما تحقق فى السنوات السبع الأخيرة بفضل ثورة 30 يونيو هو بناء جدار الثقة بين الرئيس السيسى وبين غالبية الشعب المصرى ولولا قوة ومتانة ورسوخ هذا الجدار ما كان بإمكان الدولة أن تتقدم خطوة واحدة وتفتح الملف الشائك للإصلاح المالى والاقتصادى الذى كان بمثابة بعبع مخيف أمام الحكومات السابقة. إن هذا الجدار المتين من الثقة المتبادلة بين صانع القرار الذى يثق فى الشعب وبين الشعب الذى يبادل صانع القرار الثقة له كل الفضل فى صنع معجزة الصمود أمام الفاتورة الصعبة والقاسية لتداعيات الإصلاح وأوجاعه. والحقيقة أن صراحة الرئيس السيسى وجرأته فى اتخاذ القرار أفرزت شعورا إيجابيا فى النفوس المرهقة والمتعبة نتيجة الإحساس بأن هذا الدواء المر لابد من تعاطيه حتى يتعافى الجسد بعد أن سقطت الأوهام التى كانت تصنع جدارا عازلا بين عقل وضمير المواطن المصري! وفى ظنى أن الناس وقد أصيب أغلبهم بالصدمة فى بداية مشوار الإصلاح المالى والاقتصادى سرعان ما استفاقوا واستعادوا من الذاكرة أجواء السنوات العجاف التى سبقت ثورة 30 يونيو، فقد كانت هذه السنوات مزيجا من الخطر والغضب مع مزيد من اليأس ومزيد من القلق! والحمد لله أن الأيام أثبتت أن قرار الذهاب إلى الإصلاح المالى والاقتصادى استنادا إلى جدار الثقة المتبادلة بين الرئيس وشعبه كان هو الطريق الوحيد المفتوح لإنقاذ مصر من خطر الإفلاس واستعادة ثقة المؤسسات المصرفية الدولية حتى يمكن لنا إعادة فتح الطريق إلى المستقبل من خلال توافر السيولة الكافية من العملات الصعبة لتنفيذ حزمة المشروعات القومية العملاقة فى زمن قياسي! إن جدار الثقة المتبادلة بين الرئيس وشعبه تحت رايات ثورة 30 يونيو هو الذى أجهض كل أبواق الفتنة والتحريض التى مارست أخبث أساليب التلاعب بالشعارات للتشكيك فى جدوى الإصلاح، ولكنها اصطدمت بصوت الشارع المصرى يردد بالأفعال قبل الأقوال أن الإصلاح إرادة الكثرة لا إرادة القلة، وأنه مهما كان ثمن الفاتورة باهظا اليوم فإن الحصاد والعائد سيكون وفيرا فى الغد! وأصل إلى ختام هذه الإطلالة الخاطفة على ثورة 30 يونيو فى ذكراها السابعة وأشعر بأننى على مدى ثمانية أيام لم أقل كل ما كنت أتمنى قوله، ولكن يكفينى فى الختام أن أقول: إن الشعب مازال يراهن على 30 يونيو وتأييده الكاسح ظاهر فى مساندته لسياسات الداخل والخارج التى يراها معبرة عن إرادته ومتطلباته لمصر الجديدة! خير الكلام: من يزرع الصدق والرصانة يحصد الثقة والأمانة! [email protected] نقلا عن صحيفة الأهرام