- القيادة السياسية لا تدخر جهداً فى توفير كل المتطلبات الطبية والإسعافية.. ونتلقى دعما دون قيود - خطة جديدة لتطوير وتوسعه منظومة الاتصالات بالهيئة - برنامج تدريبي ضخم واستباقي للأطقم الإسعافية فى حالة الحوادث الكبرى - المستشفيات المصرية على مستوى عال من التجهيزات - جميع العاملين يشعرون بدورهم الوطني في مواجهة الأزمة تعد هيئة الإسعاف المصرية قاسماً مشتركاً فى كل المشاهد والأحداث الجسام التى مرت على مصر، شاركت المصريين آلامهم وأفراحهم، معاناتهم وانتصاراتهم، والآن يخوض رجالها ملحمة كبيرة في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، فهم فى الخط الأمامي من المواجهة، أسطول من السيارات على أتم الاستعداد للتحرك الفورى يتعامل مثل باقى مؤسسات الدولة، باحترافية عالية مع كل الحالات، بداية من نقلها إلى أماكن الكشف وحتى الانتقال إلى مستشفيات الحجر والعزل الصحى. كشف الدكتور محمد جاد رئيس هيئة الإسعاف المصرية، خلال حواره مع "الأهرام العربي" الدور البطولي الذي يقوم به ذلك القطاع الحيوي، موضحاً أن الدولة تقوم بتوفير كل أوجه الدعم، مؤكداً أن دورهم الحالى والمشترك بين جميع القطاعات الصحية، وتحملهم الكثير من الضغوط فى مثل هذه الأوقات الصعبة، ينم عن شعورهم بالمسئولية تجاه الواجب الوطنى والإنسانى.. وإلى تفاصيل الحوار: - تقع على عاتق هيئة الإسعاف المصرية بسبب جائحة كورونا مسئولية كبيرة فهي حلقة الوصل بين المريض والطبيب.. حدثنا عن تفاصيل الدور المنوط بكم؟ منذ بداية الجائحة كان هناك حمل ثقيل على هيئة الإسعاف، فنحن أول خطوط الدفاع الأول فى المواجهة، وذلك نتيجة إلى أن أعداد المستشفيات المختصة بالعزل الصحي فى البداية كانت محدودة، وهو ما يتطلب أن نقوم بالتنقل بالحالات من المحافظات، حيث أدى ذلك إلى التسبب فى ضغوط على مستوى التشغيل، خاصة أن ما يعنينا فى الأساس هو نقل المصاب بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" بصورة آمنة سواء للمريض أو للأطقم الإسعافية العاملة أو للمجتمع وذلك للحد ومنع إنتشار العدوى، وبعد ورورد تعليمات معالى الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة بأن كل محافظة تعمل على المستشفيات الخاصة بها بدأ يخف الضغط على الهيئة من جانب التنقل بين المحافظات إلا لحالات معينة. والحقيقة أن هيئة الإسعاف أحد أهم القطاعات فى منظومة الصحة فى مصر ولدينا تغطية فى كل أنحاء الجمهورية وفي جميع المنافذ "المطارات والمعابر البحرية والبرية"، وأستطيع أن أخبرك أن كل الأطقم التى تعمل والقيادات تجتهد كي تكون على قدر من المسئولية، كما نحاول فى ذات الوقت إكتساب الخبرات العالمية وتطبيقها الفعلي على أرض الواقع من خلال نظم التشغيل وغرف الطوارئ، حيث نشارك بشكل أساسي فى غرفة إدارة الأزمة فى وزارة الصحة حتى الآن ولدينا فريق موجود على مدار أيام الأسبوع للتواصل مع جميع المحافظات وقطاعات الوزارة المختلفة، ولدينا غرفة إدارة الأزمة لتتبع جميع الحالات الإسعافية سواء العادية أو نقل الحالات المختصة بالجائجة سواء الاشتباه أو المصاب الإيجابي من وإلى المنزل على مدار الساعة، وقمنا بعمل جزء آخر من غرفة الأزمات لقياسة سرعة الاستجابة لكي يكون هناك ضغط ومتابعة سريعة لإنقاذ الحالات الحرجة فى غرفة العمليات، وبالتالي أساسنا لمنظومة متابعة وجودة بشكل أعلى بحيث يكون هناك "فريق يتابع فريق وفريق آخر يتابع فريق" ونجحنا فى هذا النظام لمتابعة البلاغات المتزايدة خاصة وأن معدل التشغيل يفوق مرة ونصف فى ظل الجائحة لكي يكون لدينا إدارة وترتيبات تليق بهذا الأسطول الضخم. ثم تلى ذلك منظومة الشكاوى الحكومية التابعة لمجلس الوزاراء والتى تختص بالشكاوى المقدمة في الخدمات والتى تعنى رضا المواطن الخارجي وهو ما أضاف لنا خبرة أيضا، لذا قمنا بتشكيل فريق ثالث للمتابعة والتقييم وذلك لتحسين الأداء والحقيقة أيضاً أن جميع العاملين يشعرون بدورهم الوطني تجاه الأزمة، ولدينا دروس إيجابية مستفادة نقوم بتسجيلها كخبرات ستسهم فى صنع مستقبل أفضل. - هل هناك دعم موجه من القيادة السياسية لمرفق الإسعاف؟ نتلقى دعما له مدلول من القيادة السياسية فى مصر فهى لا تدخر جهداً فى توفير كل المتطلبات الطبية والإسعافية، كل ما نطلبه من التموين الطبي فى وزارة الصحة ووزارة المالية تكون لديه استجابة على الفور، فمع ارتفاع معدلات التشغيل أصبح لدينا مستلزمات للصيانة والتجهيزات وكذلك وقود السيارات، فالحقيقة أننا نتلقى دعم دون أي قيود لمكافحة انتشار العدوى والمستلزمات الوقائية. - ما الذي كان مزمعا تطويرة فى الخدمات الإسعافية وتعطل بسبب جائحة كورونا ؟ تعد منظومة الاتصالات قلب عمل الهيئة، ولدينا خطة للتطوير والتوسعه فى المنظومة في كل أنحاء الجمهورية، وكانت البداية من تقييم الوضع الحالي فى غرف العمليات، وقمنا بوضع خطة لتطوير البنية التحتية والتجهيزات من حيث الأجهزة وتدريب الكوادر على تلك النظم الحديثة، وبدأنا أخيرا إعادة العمل منذ أسبوعين لفتح ذلك الملف مرة أخرى من جديد بعد التعود على نمط الحياة فى ظل الجائحة. ولدينا أيضا برنامج تدريبي واعد، قمنا بتطويرة على مستوى عال كان فى فصل الشتاء والربيع لرفع كفاءة طاقم الإسعاف وتنشيط المعلومات والمهارات الإسعافية، ذلك البرنامج يعتمد على التدريب العملي والجزء النظري لا يتخطى 10%، وكان ذلك يتم على شكل معسكرات فى "شرم الشيخ و جمصة وأسوان" فى مراكز التدريب الإقليمية التابعة للهيئة، حيث قمنا بعمل سيناريوهات شبه واقعية لتفاعل فرق كاملة وتدخلات كاملة للسيارات ومحافظات تضم على محافظات فى حالة الحوادث الكبرى وقمنا بالفعل فى بداية التطبيق وسيعود مجدداً خاصة بعد أن لاقى قبولاً من كل الأطقم، والآن بالطبع أصبح تطبيقة صعب نظراً للسفر وإتاحة المتدربين لأنهم سيكونون خارج الخدمة، وكذلك والأهم نظراً لأهمية التباعد المجتمعي للحد من انتشار الفيروس. - كيف تجتاز مصر جائحة كورونا من وجهة نظرك؟ أن نتعلم الدرس المستفاد من الجائحة، وننظر إلى كل الجوانب الإيجابية هو أن المجتمع بات يعتاد أخذ الاحتياطيات الوقائية والإجراءات الاحترازية للحد من انتشار العدوى حتى بعد انتهاء الجائحة، وعلى المجتمع أن يشعر بالمسئولية الأخلاقية التى تقع على عاتقه خاصة أن سوء الاستخدام للموارد التى تقدمها الدولة دون ما يستدعى ذلك سواء سيارة الإسعاف أو المستشفى، يؤدي إلى حرمان من هم أكثر احتياجاً لهذه الموارد. - ماذا عن تصنيف الإسعاف المصري عالمياً؟ كان من الممكن أن يكون التصنيف المصري فى أول خمسة تصنيفات على المستوى العالمي، فالهيئة تعمل منذ إنطلاقها على مبدأ الالتزام يحافظ على عملك فى المنظومة، ومن الأمور الإيجابية الآن التى ستحسن من مستوى الخدمة بناء على المعايير العالمية التى يجب أن تليق بالمواطن المصري، هو أن خدمة التراخيص لسيارات الإسعاف بالقطاع الخاص أنتقل إلينا. - ماذا عن عمل الهيئة أثناء الامتحانات التحريرية بالمرحلة الثانوية؟ الهيئة استعدت لاختبارات الثانوية العامة بكل طاقتها، حيث قمنا بزيادة أوقات العمل بالنسبة للعاملين في ذلك القطاع خلال تلك الفترة، كما تم استدعاء كل أفراد العمل، وذلك في إطار لجنة مركزية تشرف على ذلك العمل، إن عربات الإسعاف موجودة في نطاق اللجان وأماكن تصحيح الاختبارات، ويتم التعامل بحرفية مع أي حالة اشتباه وذلك لطمأنة الطلاب وضمان سير الاختيارات على أفضل شكل ممكن.
الزميل محمد الطماوي مع الدكتور محمد جاد رئيس هيئة الإسعاف الدكتور محمد جاد رئيس هيئة الإسعاف