أعلن يحيى الغول، القاضي العرفي في سيناء، انتهاء قضية القتل الخطأ التي ارتكبها شاب من محافظة الإسماعيلية وراح ضحيتها شاب فلسطيني بالتصالح عرفيًا، وذلك لحقن الدماء بين شقيقين في العروبة. تعود وقائع القضية لشهور مضت عندما صدم شاب من محافظة الإسماعيلية مقيم بالعريش، فلسطينيا بسيارته فلقي مصرعه على الفور، وحررت الشرطة محضرا بالواقعة لمحاكمة الجاني. وتدخل كبار المشايخ في سيناء لعقد صلح بين الطرفين، حيث أقامت العائلة الفلسطينية المقيمة بالعريش سرادقًا، حضر فيه كبار مشايخ العريش وأبناء المحافظات الأخرى المقيمين بالعريش، وذلك خلف نادي نجمة سيناءبالعريش. وطلب الحاج جودة "شقيق القتيل" اعتذار والد الجاني عن بعض التصرفات التي حدثت منه، قبل الاحتكام للعرف في القضية، فقام والد الجاني بالاعتذار، وقبله شقيق القتيل وتعانق الطرفان وسط السرادق، ليتم التصالح بين الطرفين. وعقب استماع القاضي إلى الطرفين اعتبر القضية "قتلا بطريق الخطأ" نتيجة تعرض المجني عليه لحادث سيارة، وأن الجاني لم يتعمد صدم القتيل، وكان الأمر خارجا عن إرادته. وقرر القاضي عقوبة بدفع مبلغ 400 ألف جنيه لأسرة المجني عليه، وهي تعادل 100 ناقة يقدر ثمن الواحدة منها ب 4 آلاف جنيه، لكن تنازل أهل المجني عليه عن المبلغ المقرر رغم ظروف الحياة الصعبة، التي يمرون بها بعد وفاة والدهم في الحادث. حضر لفيف من الوجهاء وعواقل ومشايخ العريش وأئمة الأوقاف الذين يحضرون برفقة الجاني إلى عائلة المجني عليه في السرادق، للتصالح عرفيًا بين الطرفين والذي يطلق عليهم الجاهة. وقد تقدم الحضور الحاج يحيى الغول القاضي العرفي المشهور، والشيخ محمد بدير الداعية الإسلامي، الذى أشار فى كلمته إلى أن الدين الإسلامي دعا للمحبة والمودة بين الناس، لإقرار السلام الاجتماعى لينعم المجتمع بالهدوء، وأكد أهمية التسليم بالقضاء والقدر الذي لا مفر منه.