قال الدكتور محمد عثمان الخشت، مدير مركز اللغات الأجنبية والترجمة بجامعة القاهرة، إن الرئيس مرسى تنتظره مهام وهموم كبرى وأن الجمهورية الثانية فى مصر تواجه عقبات مسئول عنها حكامها المعاصرون. ولخص الخشت، فى محاضرة له اليوم الإثنين فى المعسكر الصيفى لتنمية المهارات القيادية بين الطلاب والذى تنظمه جامعة القاهرة ضمن برنامج الأنشطة الطلابية الصيفية، أن الجمهورية الثانية تواجهها سبعة تحديات، تتمثل فى الديمقراطية المزيفة، وتوغل السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية على بعضها البعض، والفساد فى كل القطاعات، وانتشار الفقر بمعدلات غير مسبوقة، وضعف المجتمع المدنى، وثقافة التواكل، والمركزية البيروقراطية. وأضاف د. الخشت أن تلك التحديات يمكن التغلب عليها بآليات محددة بعيداً عن الشعارات الرنانة، مشيراً إلى أن حل مشاكل ممارسة الديمقراطية لا يكون إلا بمزيد من الديمقراطية. وأكد ضرورة تكريس مبدأ الفصل بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية، والمساواة بين المواطنين، والقضاء على التمييز ومراكز القوى، وتدعيم سلطة القضاء المستقلة. وحول مكافحة الفساد، أشار د. الخشت إلى ضرورة أن يتخذ رئيس مصر المنتخب كل التدابير المضادة للرشوة والمحسوبية والسمسرة الادارية والتهرب الضريبى وإهدار أموال الدولة، مؤكدأ أن مستقبل مصر الاقتصادى يتوقف على الشفافية وتوفر الإدارة الرشيدة للشركات والتطبيق الصارم للقانون لمواجهة الفساد فى كل القطاعات. ودعا د. الخشت الحكومة الجديدة أن تنتهج سياسات عملية لمواجهة الفقر، مثل القروض الصغيرة، وتشجييع المبادرات الاقتصادية من الأفراد والشركات الصغيرة ومنظمات المجتمع المدنى، وإنشاء مراكز للتدريب على المهارات الوظيفية والمهنية والانتاجية وخلق فرص العمل، كما أكد أهمية دور الدولة فى ضبط نظام الاستهلاك وحماية السوق. وعن دور المجتمع المدنى فى المرحلة المقبلة، أشار إلى ضرورة عمل شراكة حقيقية بين الحكومة والمجتمع المدنى وتبادل الرقابة والنقد والدعم والحماية. وأوضح أن المركزية والبيروقراطية من أكبر معوقات التنمية فى مصر، لافتاً إلى ضرورة أن يتجه الاصلاح الدستورى نحو مزيد من تأكيد حقوق المواطن ومزيد من الشفافية والقيام بإجراءات عملية ضد البيروقراطية والروتين.