فى مثل هذا اليوم قبل 48 عاما هجرية وتحديدا يوم 10 رمضان عام 1393 من الهجرة النبوية الموافق 6 أكتوبر عام 1973 ولدت المعجزة وانتهت الأسطورة. إن هذا اليوم المجيد هو الابن الشرعى لإرادة الصمود التى رفضت الاستسلام بعد هزيمة 5 يونيو 1967 وعلى عكس ما تصور الكثيرون أن الهزيمة هى النهاية لمصر فإذا بها نقطة البداية لتغيير جذرى وحقيقى لإعادة بناء القوات المسلحة أن رفض الشعب الهزيمة ورفض قرار الرئيس عبد الناصر بالتنحى تحت راية واحدة تقول إنه منذ هذه اللحظة «لا صوت يعلو على صوت المعركة». إن العاشر من رمضان لم يكن بداية العبور الكبير فحسب وإنما كان مسك الختام لسلسلة هائلة من العمليات العسكرية البطولية التى انطلقت قبل أن يختفى غبار الهزيمة من سماء الجبهة حيث دارت معركة رأس العش التاريخية فى يوليو 1967 ثم كانت ملحمة إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات قرب شواطئ بورسعيد فى أكتوبر 1967 أيضا بينما كانت عمليات إعادة بناء الخط الدفاعى غرب القناة تسير على قدم وساق لتكون مصر مع مطلع عام 1968 جاهزة لبدء أشرس المعارك بالمدفعية لتأكيد الصمود طوال عام 1968 كمدخل لتحول جديد مع بداية عام 1969 الذى شهد تنامى قدرة الدفاع النشط مصحوبا بقدرات الردع التى رفعت الروح المعنوية خصوصا مع استشهاد الفريق عبد المنعم رياض على الخط الأمامى للجبهة يوم 9 مارس 1969 والذى كان بمثابة الشعلة التى أوقدت حرب الاستنزاف مع بداية يوليو 1969 والتى استمرت حتى تحريك حائط الصواريخ إلى حافة قناة السويس ليلة 8 أغسطس 1970 والذى بموجبه اطمأنت مصر إلى أنها تمتلك القدرة على العبور استنادا إلى ما شهدته حرب الاستنزاف من قدرة حائط الصواريخ قبل تحريكه على إذلال التفوق الجوى الإسرائيلى والذى بلغ ذروته فى الأسبوع الأخير من يونيو 1970 وهو أسبوع تساقط طائرات الفانتوم كالذباب على الجبهة المصرية. فى يوم 10 رمضان نجحت خطة الخداع الاستراتيجى والتكتيكى التى أدارها الرئيس السادات بذكاء وبراعة وتجسدت استفادة القوات المسلحة من دروس عمليات العبور المحدودة فى عامى 1969 و 1970 بقيادة الشهيد البطل إبراهيم الرفاعى. والذى يجرى فى سيناء منذ 7 سنوات وحتى اليوم من أجل تطهيرها من فصائل الإرهاب هو تكرار لذات الملحمة التى خاضتها مصر وهى فى الطريق إلى عبور العاشر من رمضان لتحرير سيناء بدماء وتضحيات جنودنا الأبطال.. رحم الله كافة الشهداء وآخرهم الذين استشهدوا قبل أيام فى كمين الغدر بمنطقة بئر العبد فى سيناء! خير الكلام: والله ما دون العبور ويومه يوما تسميه الكنانة عيداً! نقلا عن صحيفة الأهرام