قبل أن تحدث إصابة واحدة فى مصر والتى كانت منتصف شهر فبراير، تحركت الدولة المصرية مبكرا، للاستعداد لوصول الوباء إلى مصر، وشكلت خلية ل إدارة الأزمة من جميع الجهات المعنية لوضع خطة للتعامل مع الجائحة التى ضربت مختلف دول العالم وكان الهدف هو التحذير للمصريين مع تحمل الجميع المسئولية لمنع تفشى الوباء بين أبناء الشعب.. ومع زيادة الأعداد وبلوغها نحو ألف حالة خلال 50 يوما، بدأت الدولة فى التحرك نحو فرض مزيد من الإجراءات للحد من حركة المواطنين ومنع التجمعات وإغلاق المحال التجارية، والكافيهات والمطاعم وفرض حظر التجول بساعات الليل، وحدث التزام فى البداية بشكل كبير، لكن مرت الأيام ووجدنا عملية استهتار ولا مبالاة من البعض خاصة فى الأسواق الشعبية والشواطئ المختلفة وسرعان ما صدرت قرارات بإغلاقها أيضا، وزادت حالات الإصابة وتجاوزنا هذا الأسبوع ألفى حالة بإصابات شملت كل محافظات مصر عدا سيناء، التى مازالت بعيدة عن وصول الوباء إليها وربما يعود السبب لألتزام الأهالى بعدم التجمع فى أماكن مزدحمة وتطبيق حظر التجول والحرص على التباعد الاجتماعي. وعلى الرغم من نجاح مصر حتى اليوم فى إدارة منظومة مواجهة فيروس كورونا وتحقيق الهدف منها بعدم تفشى الوباء لكن هناك البعض وللأسف يحاولون جر الوطن إلى أزمة حقيقية ندفع جميعا ثمنها وهى التجمات فى وقت يجب على الكل الألتزام بالتباعد الاجتماعي، ومن اليوم أطالب كل أبناء مصر الالتزام بمنازلهم يوم شم النسيم وعدم تنظيم أية رحلات للشواطئ والمتنزهات، وفى ظل انتشار هذا الوباء عبر الهواء وغيره، فأى تجمعات الاثنين المقبل ستكون خطرا على المجتمع بكامله، والاحصائيات خلال الأسبوع الماضى التى أصيب فيها ألف حالة مقارنة بالألف الأولى التى أصيبت فى مصر خلال 52 يوما، يكشف أن عودة التجمعات وعدم البقاء فى المنازل كان وراء الزيادة وتسارع وتيرة أعداد المصابين المخالطين والذين ينقلون العدوي، وهذه الأقارم تجعلنا نتوقف أمامها حتى لا نكرر ما حدث فى الدول التى تساهلت مع فرض إجراءات قاسية لمنع تفشى الوباء بين المواطنين، وأمامنا ما حدث فى إيطاليا وأمريكا وتركيا، والواجب يحتم على كل مواطن أن يخشى على نفسه من الاصابة بالفيروس، والبقاء فى المنزل سواء يوم شم النسيم أو باقى الأيام المقبلة لكى نحمى أنفسنا وبلدنا من تفشى الفيروس، ولانريد أن نكرر تجارب الدول ومعاناة المصابين وفشل الأنظمة الصحية فى الدولة الكبرى وسقوطها مع زيادة الحالات اليومية والتى تسببت فى إنهيار الوضع الصحى للدول المختلفة نتيجة لوجود آلاف الحالات المصابة فى اليوم الواحد وهو ما لاتستطيع اى دولة مواجهته، ونتمنى من الله ألا تدخل مصر فى هذا المنحنى الخطير، والأمر يتوقف على مدى التزام المصريين فى بيوتهم ومساعدة الدولة فيما أتخدته من إجراءات مبكرة وربما ماستتخذه لاحقا لمواجهة آية سلوكيات لاتتفق مع قواعد الحفاظ على صحتهم وسلامتهم خاصة فى شم النسيم ، الذى يأتى هذا العام فى ظل وباء عالمى وظرف إستثنائى يمر على مصر وغيرها من الدول وهو مايلزم الجميع بأن يكونوا على مستوى المسئولية وعدم الخروج للشواطئ ومنع التجمعات وجميع المظاهر الاحتفالية التى اعتدنا عليها طوال تاريخنا، ولا يمكن فى هذا اليوم أن نمارس العادات والتقاليد السنوية من تجمعات كبيرة وتستطيع الأسر المصرية أن تحتفل فى منازلها بعيدا عن الزحام والأوبئة. سوف تعبر مصر هذه الأزمة بتكاتف والتزام ومسئولية أبنائها جميعا، مع الدور الكبير الذى تقوم به الأطقم الطبية وجميع مؤسسات الدولة. كلى ثقة وتفاؤل بأننا سننجح بشرط التزامنا وعدم النزول للشارع إلا لمن لديه ظروف قهرية فى ظل تحذيرات منظمة الصحة العالمية من انتشار الفيروس وسط التجمعات، وما كشفت عنه وزارة الصحة الروسية قبل أيام، بأن فيروس كورونا يمكن ان ينتقل من شخص لآخر على مسافة قد تصل إلى 4 أمتار، وأن الفيروس يمكن أن يتطاير فى الهواء بين نصف ساعة وحتى ثلاث ساعات، وهذا التطور فى مسألة انتقال الفيروس تدفعنا للبقاء فى منازلنا فهو المكان الآمن لصحتنا.