مرسي عطا الله يكتب: كل يوم هو بالفعل أسوأ وباء عرفته البشرية علي امتداد التاريخ باعتباره أول وباء يضرب كل دول العالم – تقريبا – في غضون عدة أسابيع منذ بدء الإعلان عن ظهوره في الصين. وحتي هذه اللحظة فإن الجهود العالمية مازالت عاجزة عن مجابهة هذا الوباء الشرير، الذي يواصل مقاومة جهود السيطرة عليه نتيجة وجود فجوة واسعة بين سرعة انتشار الوباء وبين ما هو متوافر من إمكانيات وقائية وعلاجية في كل دول العالم، خاصة ما يتعلق بالحالات الحرجة وحاجتها إلي أجهزة تنفس حديثة للغاية في غرف العناية المركزة. وربما لهذا السبب تعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها معظم دول العالم لنشر ثقافة التباعد الاجتماعي، ودعوة الناس للبقاء في منازلهم، هي أنسب وسيلة ملائمة ومتاحة حتي الآن في معظم البلدان التي اضطرت لإعلان التعبئة العامة، مما أسفر عن تراجع معدلات الإصابة بالوباء كمرحلة انتقالية وضرورية إلي أن تتمكن المنظومة الدولية من تزويد المؤسسات الصحية بالتجهيزات المناسبة وتعميم الإرشادات الوقائية بين الناس، انتظارا للحظة الفرج التي يتم فيها الإعلان عن توصل العلماء إلي لقاحات وأمصال للوقاية والعلاج يتم اعتمادها من منظمة الصحة العالمية. وفي اعتقادي أننا في مصر مطالبون بمزيد من الحزم والحسم الحكومي والمجتمعي لإنجاح سياسة التعامل الوقائي التي مكنتنا حتي الآن من الحفاظ علي قدر معقول من الأمل والرجاء للتقليل من مشاعر الخوف والفزع، التي تتسلل إلي النفوس مما تحمله أخبار الوباء من إشارات محبطة للواقع المرير في الدول التي استهانت بأهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية منذ اللحظة الأولي لظهور الوباء فيها! أتحدث عن أهمية التعامل بصرامة مع أي خروج علي الإجراءات الاحترازية التي أعلنت عنها الدولة المصرية، لأن ذلك لم يعد مجرد خيار فردي وإنما هو ضرورة مجتمعية شاملة لأنها مسألة حياة أو موت تتطلب نزع أسلحة الوباء الشامل! إن الأمر لم يعد يحتمل الصمت أو السكوت أمام من يضربون سياسة التعامل الوقائي مع الوباء بالاستهتار وعدم الالتزام، ومن ثم فإنهم يشكلون تهديدا لأمن وسلامة المجتمع بأكثر ما تشكله أسلحة الدمار الشامل! خير الكلام: درهم وقاية خير من قنطار علاج!