حين تم اقتحام كمين "الريسة" الواقع على الطريق المؤدى من العريش إلى مدينة رفح المصرية، نحو 29 مرة، لم يكن يعرف كثيرون، ممن لم يروه أنه يحاط بالمبانى السكنية من كل جانب.. حين تصل إلى كمين "الريسة" تجد مدرعة من الجيش، تقف على اليمين وأنت فى طريقك إلى مدينة رفح، بينما تتمركز على يسار الطريق، مدرعة أخرى، يجلس عليها مجند، ممسكًا السلاح فى يديه، ويقف على يمين ويسار المدرعة، عشرات المجندين من الجيش، بينما تجد مبنى صغيرا يجلس فيه رجال الشرطة. تعرض الكمين أمس الأحد، للهجوم من قبل ملثمين، منذ الساعة العاشرة مساءً، حتى الرابعة من فجر اليوم الأربعاء، ويعد هذا الهجوم، رقم 29، فى فترة زمنية قصيرة جدًا.. ولا أحد يعرف سر استمرار استهداف الكمين. على بعد 500 متر من "الريسة"، على يمين الطريق، تشاهد "التل" – كما يسمونه أهالى المنطقة- حيث يصل ارتفاع هذا التل لأكثر من 300 متر، وحين قررنا الصعود إلى أعلى لنكشف ما يخفيه هذا "التل" من الجهة الخلفية، قال لنا جنود الكمين: "خطر جدًا على حياتكم.. وهتبقى مغامرة محفوفة بالمخاطر". سألنا بعضهم: هل لديكم تفسير محدد لما تتعرضون له من هجمات شبه يومية؟، ابتسموا واكتفوا ب"هز الرأس" فى صمت، وتأكدنا فى النهاية أن الإجابة ب"لا". وحسب معلومات حصلنا عليها حول طريقة الهجوم على الكمين كل مرة، فإن الملثمين يعتلون قمة التل، ثم يبدأون فى إطلاق النار بكثافة على الكمين، والجنود، بينما يأتى من الجانب الآخر، ملثمون يستخدمون الدراجات البخارية، ومعهم رشاشات، لكن قوات الأمن تتصدى لهم كل مرة، حيث تستخدم أسلوبا متميزا فى المواجهة. من أربعة اتجاهات يتعرض الكمين للهجوم، لكن "بوابة الأهرام" بحثت عن سر استهداف هذا الكمين تحديدًا، وعلمت أنه يعد الكمين الوحيد الذى يجاوره جبل عالٍ من الرمال، يستطيع الملثمون الاحتماء فيه، كما أن أية محاولات للتهريب، لن تتم إلا من خلال المرور على هذا الكمين، فضلا عن أن الملثمين ينظرون إلى هذا الكمين على أنه عائق أساسى أمامهم لتحقيق مكاسب مالية من خلال تجارة السلاح التى يتم توصيلها إلى جبل الحلال، الذى يعد المعقل الرئيسى لجميع الخارجين على القانون، والهاربين من الأحكام، والجماعات المتشددة، حيث تمت مداهمته آخر مرة، فى عهد حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق.