قال اللواء محمود توفيق وزير الداخلية ، إن الدورة السابعة والثلاثين ل مجلس وزراء الداخلية العرب تأتي في إطار مواصلة مسيرة التعاون العربى بإصرار وعزم لخدمة القضايا العربية المشتركة، والتي تجمعها العديد من القواسم وتطلعات المستقبل المشترك. وأوضح اللواء محمود توفيق، خلال كلمته، التي نقل فيها تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي لأعضاء مجلس وزراء الداخلية العرب ، أهمية مواصلة تطوير السياسات الأمنية لمواكبة المتغيرات الإقليمية والدولية لتحقيق الاستباق الأمنى فى مواجهة كافة التحديات التى تستهدف أمتنا ومقدراتنا، وفى مقدمتها خطر الإرهاب والأفكار المتطرفة، ومخططات نشر الفوضى وعدم الإستقرار. وأكد وزير الداخلية أن الجهود المشتركة فى مواجهة التنظيمات المتطرفة، قد أسفرت عن الحد من قدراتها التنظيمية وتجفيف منابع تمويلها، وإضعاف فرص استقطابها لعناصر جديدة، وإن كانت لا تزال تشكل خطراً داهماً على الإنسانية، تتجسد ملامحه فى سعيها لتوظيف التقنيات الحديثة وشبكة المعلومات الدولية، لنشر الفكر المتطرف المضلل واستمالة واستقطاب الشباب من كافة دول العالم. وأشار وزير الداخلية إلي أن ظاهرة الإرهابيين المرتزقة، ستظل إحدى التهديدات الرئيسية التى تواجهها المنطقة، فى ضوء تقديم بعض الدول الدعم والتمويل لهم، وتوفير الملاذات الآمنة لأنشطتهم، وإتاحة المنصات الإعلامية للترويج لأفكارهم الهدامة والمتطرفة، والعمل على نقلهم والدفع بهم إلى جبهات التوتر بالمنطقة، بما يخل بالأمن والسلم الإقليمى والدولى. وأوضح اللواء محمود توفيق، أن الروابط بين الإرهاب وشبكات الجريمة المنظمة خاصةً فى مجال الاتجار بالسلاح وتهريب المخدرات وتسهيل التسلل عبر الحدود وغسل الأموال، تشكل أبرز التحديات فى وقتنا الراهن، حيث يسهم كل هذا فى تمكين التنظيمات الإرهابية من إعادة بناء قدراتها. وأكد وزير الداخلية ضرورة التأكيد بحق دولنا فى اتخاذ جميع الإجراءات، واستخدام كافة الوسائل بما فيها التدابير الأمنية والعسكرية، التى تعد إحدى المقومات الأساسية لدحر الإرهاب، والقضاء على ما يهدد سيادة واستقلال الدول، وإنفاذاً لثوابت ومقتضيات المواثيق الدولية والعربية. وأوضح اللواء محمود توفيق، أن وزارة الداخلية اضطلعت بالتنسيق مع وجهات الدولة المختلفة، بصياغة منظومة متكاملة ل مكافحة الإرهاب ، امتدت إلى جانب المواجهة الأمنية والقانونية والقضائية، إلى محاورمتعددة، لتحقيق المواجهة الشاملة، إعلامياً ودينياً وثقافياً واجتماعياً، لتتضافر جهود الدولة للقضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره. وأضاف وزير الداخلية ، أن الإستراتيجية الأمنية المصرية، استهدفت تحقيق الأمن بمفهومه الشامل، ومواجهة السلوك الإجرامى بكافة صوره وأشكاله، مع إيلاء أولوية لعمليات مواجهة الجريمة المنظمة التى يتم توجيهها لاستنزاف مقدراتنا، واتجهت الوزارة نحو تطوير الدور الأمنى فى المجالات الخدمية، والتنموية، والاجتماعية، وتنمية ثقافة احترام حقوق الإنسان، واعتماد الأسلوب العلمى خاصةً فيما يتصل بالتخطيط الأمنى، وإعداد الدعامة البشرية واستثمار التقنيات الحديثة فى كافة مجالات العمل الأمنى. وقال وزير الداخلية إن الحقائق والأحداث أثبتت أن المواجهة الحاسمة للإرهاب تتطلب تكريس جهودنا المشتركة. مثمناً الجهود التى تبذلها بكفاءة وجسارة أجهزة الأمن والشرطة فى أقطارنا العربية، من أجل التصدى لكافة المخاطر والتحديات، فى ظل استمرار المحاولات الآثمة التى تستهدف تقويض ركائز الأمن العربى، ونؤكد أهمية تقريب الفكر الأمنى العربى، ودعم قدرات الأجهزة الأمنية العربية، والتوسع فى تبادل المعلومات، حول مسارات وحركة وأنشطة التنظيمات الإرهابية، وعمليات نقل الإرهابيين المرتزقة، وشبكات الجريمة المنظمة سواء فى إطار التعاون الثنائى أو المتعدد. وأشار اللواء محمود توفيق، إلي أن وزارة الداخلية المصرية تحرص على مواصلة تعميق أطر التعاون لتحقيق التكامل وترسيخ دعائم الأمن العربى، وذلك من خلال الدعوة إلى إجراء البحوث والدراسات المشتركة، حول القضايا الأمنية ذات الأولوية للخروج بالتقديرات الدقيقة، وطرح التوصيات الكفيلة بالتعامل الحاسم مع تلك القضايا وفق فكر أمنى متناسق يرتكز على فلسفة أمنية موحدة. وأكد أن الوزارة ترحب باستقبال الكوادر الأمنية العربية فى كافة المؤسسات التعليمية والتدريبية التابعة للوزارة، والتى شهدت تطويراً وتحديثاً، يتناسب مع المستجدات الأمنية، سواء للإلتحاق بالدورات التدريبية التى يتم تنظيمها أو إجراء تدريبات مشتركة فى المجالات الأمنية المختلفة، مما ينعكس على تفعيل التعاون العربى المثمر فى مواجهة الجرائم، التى تتعدى النطاق المحلى للنطاق الإقليمى. وقال اللواء محمود توفيق، إن الوزارة تدعو لتفعيل التعاون العربى فى مجال الإعلام الأمنى، لمواجهة ترويج الأفكار المتطرفة والشائعات عبر وسائل الإعلام والتواصل المختلفة، فضلاً عن إبراز جهود الأجهزة الأمنية العربية فى مواجهة الإرهاب والجريمة بكافة صورها ومختلف أنماطها. وفي نهاية كلمته، وجه وزير الداخلية الشكر والتقدير للأمير عبد العزيز بن نايف وزير داخلية المملكة العربية السعودية والرئيس الفخرى للمجلس على الدعم المتواصل للمجلس والحرص على نجاح دوراته المتعاقبة، والجهود الكبيرة التى بذلها خلال رئاسة المملكة للدورة السابعة والثلاثين للمجلس. كما وجه التحية للفريق طريفى إدريس وزير داخلية السودان، متمنيا له التوفيق في رئاسته لدورة المجلس الجديدة، إضافة إلى الدكتور محمد بن على كومان أمين عام المجلس، على الجهود المتواصلة والحكيمة لإنجاح كافة الفعاليات والاجتماعات واللقاءات الأمنية العربية، وتفعيل ما يصدر عنها من توصيات وقرارات. جانب من المؤتمر