يشهد هذا العام انطلاقة غير مسبوقة لعدد من المهرجانات السينمائية فى دورات أولى؛ سواء فى مصر أو فى الخليج، وهو إنما يدل على أن هناك إيمانا كبيرا بأهمية هذه المهرجانات فى تنشيط الحركة السينمائية، ودعمها فى هذه الدول وإن كنا ما زلنا نقف عند معدل غير مرض من الإنتاج السينمائى فى مصر، حصيلته 35 فيلما تقريبا، منها فقط عدد قليل يمكن أن يقال عنه إنه متميز. المهرجانات التى عرفتها مصر منذ البداية سواء القاهرة السينمائى، أو الإسكندرية لدول البحر المتوسط، أو الأقصر للسينما الإفريقية، أو الإسماعيلية للأفلام التسجيلية، أو شرم الشيخ السينمائى، هى فى الواقع مهرجانات لها أهميتها وأسهمت بقوة فى دفع الحركة السينمائية، وما يستجد من مهرجانات فى مصر خلال هذا العام وبدا الإعلان عنه مثل الإسكندرية للسينما الفرانكفونية، والعلمين السينمائى، ومؤخرا مهرجان العالم القديم السينمائى، ومهرجان البحر الأحمر بجدة، والبحرين السينمائى فى دوراتهم الأولى، كل هذه المهرجانات، تعد إضافة للخريطة السينمائية، فما حدث بعد انطلاق مهرجان الجونة السينمائى من تغيير فى شكل ومضمون بعض المهرجانات لتكون على قدر كبير من المنافسة، أعطى صورة إيجابية للمهرجانات، وجعل من مهرجان مثل القاهرة السينمائى منافسا قويا لمهرجانات عالمية بفضل خبرات من أداروه فى دوراته الماضية السيناريست محمد حفظى، والراحل يوسف شريف رزق الله، وأكمل الناقد أحمد شوقى المسيرة. وأعتقد أن القائمين على المهرجانات الجديدة لديهم وعى بأهمية رسالة هذه المهرجانات، والهدف من إقامتها، كأن تكون جسورا للتواصل بين صناع السينما والجماهير، وتثرى النقاشات ليطلع الجمهور على أحدث التقنيات، فى صناعة الفيلم، وتستفيد الصناعة المحلية بما هو جديد. فالعلمين مثلا مدينة تحتاج فى هذا التوقيت إلى مهرجان سينمائى، وما قام به الدكتور أحمد عاطف كسينمائى وإعلامى، من اختيار للمكان كان موفقا، وما أعلن عنه مؤخرا من مهرجان لسينما العالم القديم برئاسة المخرج إسماعيل مراد، واختياره مدينة بورسعيد الباسلة، اختيار ا موفقا، ولكن وجب على لجنة المهرجانات أن تبدأ فى عقد جلسات مع الجميع للتنسيق، والوقوف على الصورة النهائية لخريطة كل هذه المهرجانات المصرية، وحتى لا تتعارض مع بعضها البعض فى المواعيد، ولا تتقارب أيضا، كأن يكون شهر أكتوبر مزدحما بمهرجانين، ومارس بثلاثة، دور لجنة المهرجانات مهم فى هذا الصدد، وعليها أن تساعد بقوة فى دعم كل هذه التجارب لكن القائمين عليها لديهم وعي بقيمة التجارب التى تعد محاولات بمجهودات ذاتية لدعم الفن السينمائى.. هناك مهرجانات نضجت، وأصبحت قوية بفضل محاولات صناعها، وأخرى تحاول أن تقف على قدميها، وليستفد الجميع من العمل الجماعى الذى رأيناه مثلا فى مهرجانات كالقاهرة، والجونة والأقصر، والإسكندرية، وأن تكون الأهداف واضحة، وليست لمجرد إقامة مهرجانات، وتبادل زيارات بين دول بها مهرجانات عربية ومصر .. فالمهرجانات الجديدة، تكمن أهميتها فى إضاءة المدن التى تقام فيها، وإثرائها بحركة سينمائية وسياحية.