يعد ملف العشوائيات والصرف الصحى والقمامة والباعة الجائلين من الملفات الشائكة التى تنتظر محافظ القاهرة الجديد، بعد ترك المحافظ عبدالقوى خليفة هذا المنصب، ليتولى حقيبة وزارة المرافق فى تشكيل الحكومة الجديد. لم يمض خليفة الحاصل على الدكتوراة فى الهندسة المدنية، فى منصب المحافظ أكثر من سنتين، فالرجل جاء ضمن حركة المحافظين التى أعقبت ثورة يناير، والتى شكلها رئيس الوزاراء الأسبق الدكتور عصام شرف. ورغم قصر تلك المدة،إلا أن خليفة حاول جاهدًا إنجاز بعض المشروعات الحيوية، خاصة فيما يتعلق بالصرف الصحى، فتمكن من ردم مصرف"محمد نجيب" بالمرج، وطور بعض شبكات الصرف فى المناطق الشعبية والعشوائية والصناعية، ومنها منطقة "شق الثعبان". وفى مقابل ذلك، فشل فشلًا ذريعًا فى حل العديد من الأزمات التى تعانى منها محافظة القاهرة، وأخطرها سكان العشوائيات، والذين تجمهروا أكثر من مرة فى عهده، ومارسوا أعمال عنف وبلطجة أمام مبنى المحافظة للحصول على وحدات سكنية، إلا أن المحافظ عجز عن حل مشاكلهم، واكتفى بإصدار بيانات يؤكد فيها أنه لن يرضخ لتلك التهديدات، ولن يحصل أحد على وحدات لا يستحقها، وترك خليفة المنصب كغيره من المحافظين السابقين دون إيجاد حل لإسكان العشوائيات. فى سياق متصل، أرقت مشكلة الباعة الجائلين محافظة القاهرة عقب ثورة 25 يناير، وافتعل أصحابها مشاكل جمة فى مختلف شوارع وميادين العاصمة، وزاد من ذلك الانفلات الأمنى الذى أعقب الثورة، مع غياب شرطة المرافق بالمحافظة، والتى كانت تطاردهم، وتمنعهم من عرقلة الحركة بتلك الشوارع. ولم يتمكن خليفة فترة بقائه فى المحافظة، من التغلب على تلك الظاهرة، التى حولت شوارع العاصمة لعشوائية، ولكنه حاول أن يدرس مع رؤساء الأحياء ونوابه الأربعة توفير ساحات فى كل حى، يمكن عن طريقها تجميع هؤلاء فيها وفق شروط تضعها المحافظة، وطبقت التجربة فى حيى بولاق أبو العلا ودار السلام، ولكنها لم تعمم فى باقى أحياء المحافظة، وهو ما ينتظره الجميع من المحافظ الجديد. أخفق خليفة أيضا، فى ايجاد حل جذرى لمشكلة القمامة، والتى زادت فى عهده بشكل ملحوظ، بسبب إضراب كثير من عمال شركات النظافة عن العمل، لعدم صرف مستحقاتهم المالية. كما أن عهده شهد أيضا اضطرابات واضحة فى العقود الموقعة مع شركات النظافة الأجنبية، رغم انذاره لها أكثر من مرة بفسخ تلك العقود إذا لم تلتزم بأعمال النظافة، وهو ما ينبغى أيضا على المحافظ الجديد الانتباه له، لأن تلال القمامة شوهت المظهر الحضارى لمدينة كبرى كالقاهرة، كما شوهها أيضا كثرة المبانى المخالفة والمقامة بدون ترخيص، نتيجة للغياب الأمنى الذى صاحب الثورة، وعدم أداء رؤساء الأحياء عملهم على أتم وجه، نظرًا لكثرة نتقلاتهم من حى لآخر فى عهد عبدالقوى خليفة. من جانب آخر، تنتظر القاهرة محافظًا ينقذها فعلًا من أزمات نقص البنزين بمختلف أنواعه، بالإضافة لإيجاد مخرج لأزمة المرور الملموسة فى مختلف شوارعها، ولم يفلح خليفة أيضا فى حلها رغم تشكيله لجنة فنية متخصصة تسمى" لجنة الحكماء" لدراسة هذه الأزمة والعمل على حل كل ما يتصل بها. وتنتظر المحافظة كذلك، رجلًا لا يعيد لها أزمة طوابير أسطوانة البوتاجاز فى موسم الشتاء، وأيضا يشدد الرقابة على السلع التموينية وأهمها الخبز، والذى لاينتج فى القاهرة وفق المواصفات المخصصة لذلك، نظرًا للتهريب الذى يحدث فى حصص الدقيق المخصصة للمحافظة.