نفى عدنان الأسدي، وكيل وزارة الداخلية العراقية، اليوم السبت ما أشارت إليه وثائق ويكيليكس بخصوص تورط مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي مع الموساد الإسرائيلي في عملية قتل العلماء العراقيين، مؤكدا امتلاك العراق معلومات تبين اختراق الموساد جهات في الدولة وقيامه باغتيال العلماء. وقال الأسدي إن مكتب المالكي يتعارض كليا مع الموساد، وأبدى استغرابه من إشارة البعض إلى وجود تنسيق بين الطرفين في قضية قتل العلماء العراقيين. وأضاف الأسدي: "ربما يكون شخص في مكتب رئيس الوزراء يتعاون مع الموساد، وهذا أمر طبيعي فى العمل الأمني والخروق الأمنية، لأن الاستخبارات العالمية تركز على المواقع المهمة في عملية الاختراق من خلال دفع الأموال لضعاف النفوس ليتم تسخير سياسيين وعسكريين، وهو نوع من شراء الذمم، الذي يحدث أحيانا في خسائر المعارك وتفكيك الدول". وأكد الأسدي امتلاك العراق معلومات تبين اختراق الموساد بعض الجهات الموجودة بالدولة العراقية وتسخير إمكاناته لذلك، من خلال اعترافات بعض المعتقلين، وأن هذا الأمر يمكن أن يقال عن مكاتب عراقية أخرى لكن مكتب رئيس الوزراء، أمر أشبه بالمستحيل. وأشار إلى وجود علامات واعترافات تؤكد تورط الموساد في اغتيال العلماء العراقيين والأساتذة، كما تؤكد ضلوعهم فى أحداث الفتنة في الشارع العراقي وأن موضوع الجاسوسية معقد ولا يمكن كشفه بسهولة في أي منظومة عالمية، وكشف العميل الذي يعمل لجهة معينة من خلال عمله وتدقيق سيرته الذاتية ورحلاته، هو الآخر أمر معقد. كان موقع ويكيليكس قد نشر تقريرا أمريكيا أعدته وزارة الخارجية ورفعته إلى الرئيس السابق جورج بوش، شرحت فيه أن "الموساد" تمكن بإيعاز من واشنطن وبمساعدة القوات الأمريكية والميليشيات والحكومة في العراق من تصفية العلماء النوويين المتميزين وأساتذة جامعيين من الاختصاصات العلمية كافة، وأن الموساد قتل 350 عالما نوويا عراقيا وأكثر من 300 أستاذ جامعي منذ بداية غزو العراق عام 2003 بعد أن أخفقت إدارة بوش وأعوانها في استمالتهم للعمل داخل أراضيها، فرأت أن الخيار الأمثل لها تصفيتهم. وأشارت وثيقة ويكيليكس إلى أن بعضا من العلماء العراقيين أجبر على العمل في مراكز أبحاث أمريكية وأخرى إيرانية إلا أن الأغلبية منهم رفضوا التعاون مع العلماء الأمريكيين أو الإيرانيين في بعض التجارب وهرب جزء كبير منهم إلى بلدان أخرى. أما العلماء العراقيون الذين قرروا التمسك بالبقاء في الأراضي العراقية فقد خضعوا لمراحل طويلة من الاستجواب والتحقيقات التي ترتب عليها إخضاعهم للتعذيب من قبل الحكومة العراقية، بإدارة وتوجيه من المالكي نفسه. إلا أن إسرائيل كانت ومازالت ترى أن بقاء هؤلاء العلماء أحياء، يمثل خطرا على أمنها المزعوم في حال استقرار العراق وفسح المجال أمام تلك الخبرات بحسب ويكيليكس. وكشف التقرير عن أن البنتاجون كان قد أبدى اقتناعه بوجهة نظر تقرير الاستخبارات الإسرائيلية، وأنه ولهذا الغرض تقرر قيام وحدات من الكوماندوز الإسرائيلي وتعاون ميليشيات إيرانية بهذه المهمة، كذلك هناك فريق أمني عراقي، كلف بمساندة الكوماندوز والميليشيات لإتمام تلك المهام.