تنطلق غدًا عقب الانتهاء من أداء صلاة الجمعة في السودان، فعاليات جمعة "شذاذ آفاق" التي دعا إليها النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ضد نظام الرئيس عمر البشير. ونادت المظاهرات التي أطلق الطلاب شرارتها، بالإصلاح الاقتصادي ضد سياسة البشير التقشفية، حيث يعاني السودان أزمة اقتصادية منذ انفصال الجنوب المنتج للنفط قبل عام، وأدت إجراءات تقشف صارمة لخفض الإنفاق بهدف سد عجز الموازنة إلى احتجاجات في أنحاء البلاد في النصف الثاني من الشهر الماضي. لكنها سرعان ماتحولت تلك النداءات المطالبة بالإصلاح الاقتصادي إلى مطالب بإسقاط دولة البشير، وهو العنوان الرئيس الذي خرجت به مظاهرات الجمعة الماضية "جمعة لحس الكوع"، والتي أسفرت عن صدامات عديدة بين المتظاهرين وجهاز الأمن السوداني وسبقها وأعقبها حملة اعتقالات واسعة شنها الجهاز ضد النشطاء السودانيين والطلاب وكوادر المعارضة. من جهة أخرى تسعى الحكومة السودانية للتقليل من أهمية الاحتجاجات. وقال وزير الإعلام السوداني ربيع عبد العاطي: إن أحزاب المعارضة ليس لديها الزخم الشعبي الذي يمكنها من تحويل وعودها إلي أفعال. وأضاف "ليس لديها دعم من الشعب... نحن غير منزعجين مما يقولونه". ولعل ذلك السلوك من جانب الحكومة، هو مادفع النشطاء لإطلاق اسم "شذاذ آفاق" على مظاهرات الغد، هو تعليق الرئيس البشير خلال كلمة ألقاها عقب انطلاق الاحتجاجات، وصف فيها المتظاهرين بأنهم "شذاذ آفاق" أي غرباء متفرقين، نافيًا وجود أي تظاهرات حقيقية في الشارع. وكانت أحزاب المعارضة الرئيسية في السودان قد دعت أمس الأربعاء إلى تنظيم إضرابات واعتصامات ومظاهرات للإطاحة بحكومة الرئيس عمر حسن البشير ملقية بثقلها وراء الاحتجاجات المناهضة لإجراءات التقشف. ووقعت أحزاب المعارضة اتفاقا يدعو إلى نضال سياسي جماعي سلمي بكافة أشكاله للإطاحة بالنظام، وقالت الوثيقة التي أسفر عنها اجتماع المعارضة: إنه في حالة خلع البشير -الذي تولى السلطة بانقلاب أبيض في 1989- وحزبه المؤتمر الوطني الحاكم فسيجري إعلان وقف لإطلاق النار على جميع جبهات ضد حركات التمرد المسلحة المتعددة في لسودان. ووافقت الأحزاب أيضا على إلغاء قوانين تقيد الحريات وعقد مؤتمر دستوري وطني وإعداد البلاد لانتخابات حرة وتنفيذ مجموعة من الإصلاحات الأخرى.