فى وقت نسى كثيرون الاحتفال بذكرى رحيل "أب الكوميديا العربية" نجيب الريحانى، أعلنت إدارة مهرجان الفيلم العربى ببرلين الذى أفتتح أمس الجمعة، أن هذه الدورة التى تستمر ثلاثة أشهر ستخصص فى برنامج أفلامها بالتعاون مع السفارة المصرية في برلين احتفالات المهرجان والتى تستمر حتى سبتمبر المقبل، لتكريم اسم الريحانى وتوجيه الدعوة لابنته جينا لحضور الاحتفالات التى سيعرض فيها. الفيلم التسجيلى الذى كان قد أعده وأخرجه المخرج محمد القليوبى بعنوان "نجيب الريحانى.. فى ستين سلامة" ثم يعرض فيلم "سي عمر" ثم يعرض له المهرجان فيلم "غزل البنات" منتصف هذا الشهر وتستمر العروض بعرض أفلام "سلامة فى خير"، و"أبو حلموس"، و"أحمر شفايف"، وتختتم العروض فى نهاية شهر سبتمبر بفيلم "لعبة الست" الذى كتب فى البرنامج أنه الفيلم الأشهر للريحانى. ولد الريحاني في حي باب الشعرية لأب من أصل موصلي عراقي كلداني مسيحي اسمه "إلياس ريحانة" يعمل بتجارة الخيل فاستقر به الحال في القاهرة ليتزوج سيدة مصرية قبطية أنجب منها ولده نجيب. نشأ نجيب في القاهرة وعاش في حي باب الشعرية الشعبية منفردا فعاشر الطبقة الشعبية البسيطة والفقيرة. وعاش نجيب في حي الظاهر بالقاهرة وبدت عليه ظاهرة الانطوائية إبان دراسته بمدرسة الفرير الابتدائية، وهي مدرسة لغتها الرسمية الفرنسية مما أتاح له فهم هذه اللغة وتطويعها. وعندما أكمل الريحاني تعليمه ظهرت عليه بعض الملامح الساخرة، ولكنه كان يسخر بخجل أيضا، وعندما نال شهادة البكالوريا، كان والده قد تدهورت تجارته فاكتفى بهذه الشهادة، وبحث عن عمل يساعد به أسرته، فقد كان مولعا بأمه أشد الولع وتعلم منها الكثير، فقد كانت هي الأخرى ساخرة مما تشاهده إبان تلك الفترة التي كانت تعج بالمتناقضات الاجتماعية، وقد تفتحت عينا نجيب الريحاني على أحداث عظيمة كانت تمر بها مصر. وكان نجيب الريحاني قد التحق بوظيفة كاتب حسابات بشركة السكر بنجع حمادي بالصعيد، وهذه الشركة كانت ملكا خالصا للاقتصادي المصري أحمد عبود باشا والذي أنشأ عدة شركات تعمل في كل المجالات، على غرار شركات مصر التي أنشأها زعيم الاقتصاد المصري في ذاك الوقت طلعت حرب. ولكن هذه الوظيفة البسيطة والتي كان نجيب الريحاني يتقاضى منها راتبا شهريا مقداره ستة جنيهات، وهو مبلغ لابأس به في ذلك الوقت، لم تشبع رغبته فاستقال منها وعاد إلى القاهرة ليجد أن الأمور قد تبدلت وأصبح الحصول على عمل في حكم المستحيل، وأصبحت لغته الفرنسية التي يجيدها غير مطلوبة، وقدمت لمصر لغة أجنبية ثانية بعد أن استتب الأمر للإنجليز وسيطروا على كل مقدرات مصر. وكانت بدايته الفنية عندما ذهب إلى شارع عماد الدين الذي كان يعج آنذاك بالملاهي الليلية، وقابل صديق له كان يعشق التمثيل واسمه محمد سعيد وعرض عليه أن يكونا معا فرقة مسرحية لتقديم الاسكتشات الخفيفة لجماهير الملاهي الليلية. توفي الريحاني فى 8 يونيو أثناء تمثيله فيلم (غزل البنات) 1949 فتم تعديل نهايته قسرا، وشاركه البطولة نخبة من النجوم منهم ليلى مراد وأنور وجدي ويوسف وهبي ومحمود المليجي وفريد شوقي وظهرت هند رستم لأول مرة ككومبارس (راكبة حصان في أغنية ليلى مراد "اتمخطري يا خيل") والموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب الذي قدم فيه أجمل أغانيه (عاشق الروح).