في الوقت الذي خرج فيه الآلاف من المتظاهرين في اتجاه ميدان التحرير بوسط القاهرة في "جمعة الإصرار"، وانطلقت المسيرات بعدد من المحافظات، للمطالبة بتطبيق قانون العزل وإقالة النائب العام، شهدت المساجد بعدد من المحافظات مشادات بين المصلين وأئمة المساجد بسبب دعوة عدد من الأئمة لانتخاب الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة في جولة الإعادة من انتخابات الرئاسة. في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، وقعت مشادات بمسجد "الحنفي" بين المهندس سعد الحسينى رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب وعضو حزب "الحرية والعدالة"، وعدد من المصلين بسبب قيام الأول بإلقاء كلمة تحثهم على انتخاب الدكتور "محمد مرسي" مرشح الحزب. وفي قرية دماط بمركز قطور، بمحافظة الغربية أدى قيام خطيب مسجد "الهدى" لحث المصلين على انتخاب الدكتور "محمد مرسي"، عقب خطبة الجمعة إلى وقوع مشاجرات بين المصلين من أنصار "شفيق" و"مرسي"، حيث قام أحد مواطني القرية بتحرير محضر ضد الخطيب لإثارته الفوضى بالمسجد. في مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، نشبت مشادة بمسجد "عبد العال" بين المصلين وإمام المسجد، الذي دعا خلال خطبة الجمعة، المصلين للتصويت ل محمد مرسي، فى انتخابات جولة الإعادة لرئاسة الجمهورية، كمرشح إسلامي، قائلا: إنه المرشح الإسلامي الذي سيخاف الله فينا. وفي قنا لم يجد المصلون أمامهم سوى القيام بإنزال، خطيب مسجد "آل عمران" بقرية الرئيسية بقنا، من أعلى المنبر، وذلك لدعوته لمساندة الدكتور محمد مرسي في جولة الإعادة، وعدم الانصياع لتوجيهات الزعامات القبلية التي تطالب بانتخاب شفيق. تقول الدكتورة منى مكرم عبيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، إن ما قام به أئمة المساجد يعد خرقا للقانون، حيث يمنع استخدام دور العبادة في الدعاية الانتخابية، مشيرة إلى أننا في مرحلة يجب على الكل أن يحترم فيها القانون. ودعت عبيد، إلى ضرورة الحفاظ على مرحلة الديموقراطية التي تمر بها مصر، ورفضت التعليق على قيام جهات بتحريك الأئمة للدعوة لمرشح معين. "هذا ما جناه أبي" بهذه الكلمات علق الدكتور ممدوح حمزة الأمين السابق للمجلس الوطني، على الاعتداءات ما بين أئمة المساجد والمصلين، موضحا أن المجلس العسكري كان قد اعطى تعليمات لوزارة الاوقاف لدعوة الناس للتصويت على استفتاء 19 مارس الخاص بالإعلان الدستوري، وما يحدث هو نتيجة لذلك. وأوضح حمزة، أنه عندما استلم السلفيون والتيار الإسلامي المساجد من أئمة الأوقاف، قاموا بالدعوة إلى اختيار الإسلاميين في انتخابات مجلس الشعب والذي اعتبره الأسوأ في تاريخ البشرية وليس مصر .. وهو ما دفع الأهالي والمواطنين إلى الانتباه إلى ما يقوم به الأئمه ورفضه تماما. وقال المهندس أبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط، إنه لايقبل استخدام المساجد والكنائس في الدعاية الانتخابية، ولكن يكون دورها في معايير الاختيار، من حيث إن يقوم أئمة المساجد بالحديث حول مصطلحات معينة ك"الأصلح" أو" الأنسب" و"الأمين" دون التلميح لمرشح أو حثهم لاختيار تيار معين. فيما قال محمود غزلان المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين إنه لا يحبذ استخدام المساجد في الدعاية لشخص بعينه. وتابع غزلان أنه يجوز للأئمة أن يتكلموا في المبادئ العامة المتعلقة باختيار الشخص الأصلح الذي يتقي الله وعدم قبول الرشوى الانتخابية واختيار من يدعو إلى الإصلاح الذي لا يشوبه شوبة فساد. واختتم كلامه: "أما إذا قال الإمام لا تنتخبوا الفاسدين أو لا تنتخبوا الفلول وأساءت هذه الكلمة للبعض فهذا يعني أنه على رأسهم بطحة".