لم تكتمل فرحة المصريين، بإعلان وزارة الصحة على لسان المتحدث الرسمى باسمها الدكتور عبدالرحمن شاهين، أن فيروس أنفلونزا الخنازير قد تلاشى من مصر، وأن الأنفلونزا الموجودة حاليا "أنفلونزا موسميه"، ليعاود الفيروس شراسته فى محافظات الدقهلية والبحيرة وبركة السبع، ويقتل مواطنا من كل محافظة بينهم دكتورة صيدلانية. وزارة الصحة اعتمدت على إعلان منظمة الصحة العالمية بأن أنفلونزا الخنازير لم تعد تمثل أى خطورة، وأن معدلات انتشارها انخفضت بشكل ملحوظ، وأن الفيروس لم يطرأ عليه أى تغيير جينى، بل أصبح ضعيفا، وبناء عليه، تم السماح لشركات الأدوية التى تصنع اللقاحات أن يصنعوا لقاحا للأنفلونزا الموسمية، وبالتالى بات فيروس أنفلونزا الخنازير يعامل معاملة الأنفلونزا الموسمية. شاهين قال – أيضا- أن الأنفلونزا الموسمية يمكن أن تحدث وفيات، مثلما كانت تحدث قبل ذلك، لكنه برر ذلك بتعرض الفئة الاكثر خطورة الى الاصابه بها وهؤلاء إما أن يكونوا كبار فى السن أو مصابين بأمراض تضعف مناعتهم، وبالتالى تكون فرصتهم فى الوفاة كبيرة مقارنة بالاشخاص العاديين. ورغم تلك التصريحات التى تبرز الاطمئنان فى "باطنها"، إلا أن الخوف يتضح فى ظاهرها، بعدما أعلنت الوزارة منذ أيام عن اكتشاف 70 إصابة جديدة فى أسبوع واحد، وهذا مادفع عدد من الأطباء بالتأكيد على أن الأنفلونزا المستجدة تعد وباءاً جديدا، لكنها مثل الأنفلونزا العادية تحارب بالنظافة الشخصية وسرعة العلاج فى حالة الإصابة. تلك التأكيدات، لم تمنع الدكتور نصر السيد، مساعد وزير الصحة للشئون الوقائية، للتأكيد على أنه لايوجد خوف من انتشار الفيروس فى مصر، كاشفا عن وجود نظام لرصد وباء الأنفلونزا المستجدة " الخنازير" بوزارة الصحة فى أكثر من 450 مستشفى على مستوى الجمهورية، ويتم الابلاغ عن ذلك أسبوعيا، وأنه تم توفير وتوزيع عدد 250 ألف جرعة من طعم الأنفلونزا الموسمية. غير أن أساتذة المناعة أكدوا أن أنفلونزا الخنازير موجودة بالفعل، لكنها، كما قررت منظمة الصحة العالمية، بدأت منذ أبريل الماضى مرحلة جديدة، هى مرحلة مابعد الوباء، وذلك بعد انتهاء الدرجة السادسة من الوباء، والتى تعنى ان الأنفلونزا التى أصابت معظم بلدان العالم لم تعد جديدة على الجهاز المناعى، ولم تُعد الشرارة التى تولد وباء قاتلاً للبشر. كشف أطباء عن أن الخطورة فى إصابة الشخص بهذا النوع من الانفلونوا تتوقف على مناعة الشخص، فالاشخاص ذوى المناعة الضعيفة من المصابين بالإيدز أو الامراض المزمنة مثل الفشل الكلوى أو الكبدى، والحوامل والاطفال أقل من عامين، وكلها مجموعات عالية الخطورة يسهل اصابتها بالأنفلونزا الموسمية أو المستحدثة. ومن علامات الإصابة بالفيروس كما يرصد ذلك أطباء، وجود علامات أن الحرارة لاتنخفض لأكثر من يومين حتى بالمخفضات، وأن يبدأ التعب ينزل على الصدر بعد أن كان فى الجزء العلوى من الجهاز التنفسى، فيشعر المريض بكرشة فى التنفس، وقصر فى النفس، وصعوبة فى التنفس، وزرقة فى الفم والاغشية المخاطية، وبالنسبة للأطفال، ميل للنوم الكثير وعدم الرضاعة، لكن الحذر والنظافة الشخصية، وسرعة الابلاغ عن الاعراض تحمى الفرد من الإصابة بالمرض. وزارة الصحة، ورغم إعلانها توقف خطر فيروس أنفلونزا الخنازير، الا أنها تنصح باتباع الاجراءات الوقائية السليمة وقواعد النظافة الشخصية والعامة، ومنها غسل الأيدى بالماء والصابون باستمرار، وتغطية الانف والفم أثناء العطس أو السعال، والتهوية الجيدة، فى أماكن المعيشة والعمل، والحرص باستمرار على النظافة للأسطح والأرضيات، وتجنب الأماكن المزدحمة. الخبراء فى قطاع الأمراض المعدية، أكدوا على ضرورة أن يكون المواطنين مدركين لأعراض المرض، رغم أن نزلات البرد والانفلزونزا الموسمية وأنفلونزا الخنازير، هى جميعها أمراض تتعلق بالجهاز التنفسى، غير أنها نتاج فيروسات مختلفة، فأعراض نزلات البرد أكثر شيوعا، والتى تجعل حياة المريض خلال فترة من 3 الى 5 أيام حياة يائسة، وأن الاعراض الشائعة لنزلات البرد هى الكحة المتزايدة وزكام الانف والاحتقان والالم فى بعض انحاء الجسد. أما أعراض الأنفلونزا الموسمية وأنفلونزا الخنازير فتتمثل فى ارتفاع حرارة المريض والآلام الشديدة والكحة والإسهال والوهن الشديد، وفى مثل هذه الأعراض من الصعب تحديد أى الفيروسين أصاب جسم الإنسان من دون إجراء فحوص علمية، لكن التأكيدات التى أطلقها علماء الامراض المعدية، أن أكثر الناس عُرضة للإصابة بأنفلونزا الخنازير هم أولئك الذين تترواح أعمارهم ما بين 6 شهور و35 سنة. غير أن مسئولون فى القطاع الطبى بالولايات المتحدة، أكدوا أن الاطفال دون سن العاشرة يحتاجون الى جرعتين من اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير فيما يحتاج الاطفال الذين يبلغون من العمر 10 سنوات الى 17 عاما الى جرعة واحدة قدرها 15 ميكروجرام فقط من اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير، بينما يحتاج البلغون جرعة واحدة من اللقاح. لكن منظمة الصحة العالمية حذرت من استخدام لقاح أنفلونزا الخنازير بشكل وقائى، وذكرت أن الخطر من ألا يعمل العقار بشكل جيد يعد أكبر عندما يتناوله الاشخاص قبل الإصابة بأعراض الوباء . فى غضون ذلك، نصح أطباء وعلماء بتناول مشروب الينسون يوميا قبل الخروج من المنزل، وقالوا انه يقى الانسان من الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير على اعتبار أن " التاميفلو" المستخدم فى علاج المرض مستخلص من الينسون – على حد قولهم. فيما أكد خبراء فى المركز القومى للبحوث أن عناصر غذائية عادية مثل الليمون وعسل النحل والثوم والبصل والخضروات الطازجة، تقوى جهاز المناعة، وتقى من مرض أنفلونزا الخنازير، لاحتوائها على مضادات حيوية طبيعية، محذرين وبشدة، من تدخين الشيشة داخل الأماكن العامة والمغلقة . وما بين إعلان المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة اكتشاف 70 حالة لأنفلونزا الخنازير خلال أسبوع واحد، وتطمينات الدكتور نصر السيد مساعد الوزير للطب الوقائى، بعدم عودة أنفلونزا الخنازير مرة أخرى، تطايرت بعض شظايا الهلع، لكن يبقى سبب الإصابة بهذا المرض، منحصراً بين الإهمال وعدم النظافة والإكتفاء بالعادات البدائية فى العلاج، بالإضافة الى برودة الشتاء، لننتظر مستقبلاً الإعلان عن " موتى على سرير الشفاء" !