فتة عدس وبصل أخضر.. والجلوس تحت بطانية فى سرير دافئ.. وريموت كنترول فى يدك تتنقل من خلاله كما شئت بين القنوات الفضائية، هى أحلام المصريين الذين اضطرتهم ظروف عملهم للخروج اليوم إلى الشارع على الرغم من البرودة القارصة والعواصف الترابية التى تشهدها مصر حاليا. أما غير المضطرين فهم بالتأكيد يطبقون ما أسميناه أحلاما، خوفا من التعرض إلى "لطشات" البرد وأمراض التنفس. وفى الوقت الذى تؤكد فيه الهيئة العامة للأرصاد، أن درجات الحرارة تصل إلى 13 درجة مئوية فى القاهرة، فإن برامج تحديد درجات الحرارة الفعلية المنتشرة على شبكة الإنترنت وحملها الكثيرون على هواتفهم المحمولة تشير إلى تقارب درجات الحرارة بين مصر وأوربا، فتنخفض درجة الحرارة فى بعض محافظات مصر إلى 6 درجات مئوية، فى الوقت الذى تصل فيه درجة حرارة لندن على سبيل المثال إلى درجتين مئويتين. الانخفاض الشديد فى درجات الحرارة والذى حذر منه خبراء الأرصاد على مدار اليومين الماضيين، سببه على حد قول وحيد سعودى، مدير عام مركز التحاليل الجوية بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، ما يعرف ب"نوّة قاسم"، وهى تسبب طقسا غير مستقر، تنخفض فيه درجات الحرارة ليصبح الجو باردا نهار اليوم "الأحد"، وشديد البرودة ليلا. وجدد سعودى تحذيره من نشاط للرياح المثيرة للرمال والأتربة التى تصل إلى حد العاصفة، على معظم المناطق، وتؤدى إلى تدهور الرؤية الأفقية، واضطراب الملاحة البحرية، كما تتكاثر السحب الممطرة على شمال البلاد والقاهرة وسيناء وسلاسل جبال البحر الأحمر حتى شمال الصعيد، ويتكون الصقيع على المزروعات فى أغلب المناطق. ومع نشاط الرياح المثيرة للرمال والأتربة ترتفع نسب الإصابة بنزلات البرد والزكام والحساسية بمختلف أنواعها والتى ارتفعت نسب الإصابة بها فى مصر خلال السنتين الأخيرتين من 10% لتتعدى 20% طبقا لقول الدكتور طلعت السمنى، أستاذ الأنف والأذن بجامعة عين شمس، وهو ما يؤكد ضرورة البعد عن أماكن تيارات الهواء، وعدم الاقتراب الشديد من الآخرين خشية نقل العدوى. وينصح السمنى بضرورة ارتداء الملابس المناسبة لحالة الجو، وبخاصة للأطفال وللمراهقين فى سن 18 سنة، وعدم الخروج من الأماكن المكيفة إلى الجو البارد إلا بعد التعرض التدريجى للهواء من خلال فتح الباب أو النافذة. وينتقد السمنى حرص الكثيرين على تناول فيتامينات سى باعتبارها تجنبهم نزلات البرد، معتبرا ذلك الكلام غير منطقى، لافتا إلى تواجد هذه الفيتامينات بشكل طبيعى وأكثر فائدة فى الخضروات الطازجة والبرتقال. ولأن المصريين يلجأون فى مثل هذا الجو إلى تناول الأكلات الدسمة والمشروبات الساخنة لتعطيهم إحساسا بالدفء، فإن الدكتور مجدى النزيه، أستاذ ورئيس وحدة التثقيف الغذائى بالمعهد القومى للتغذية، ورئيس المؤسسة العلمية للثقافة الغذائية، يؤكد أن هذا السلوط خاطئ، وينصح بتناول المواد النشوية والسكرية التى سرعان ما تعطى الجسم الطاقة اللازمة. ويأتى الخبز البلدى والمعجنات بكل أنواعها فى مقدمة المواد النشوية التى تعطى الطاقة، وينصح رئيس وحدة التثقيف الغذائى بتناول فتة العدس مع البصل الأخضر بجرعات مقبولة، باعتبارها من أفضل الوجبات التى تكافح انخفاض الحرارة وأمراض الزكام والبرد. وعلى غير الشائع، يؤكد أن تناول كميات معتدلة من البيض والسمك يحفز جهاز المناعة لمقاومة مثل هذه المشاكل الصحية. ويحذّر الدكتور مجدى نزيه من عادات المصريين الخاطئة وتناولهم للمشروبات الساخنة لأنها تعطى إشارة كاذبة للساعة البيولوجية الموجودة داخل الجسم، فيشعر بارتفاع درجة حرارة الجو، وعليه يلجأ الجسم إلى تخزين الطاقة وعدم إطلاقها، مما يزيد الإحساس بالبرودة. ويتابع مؤكدا ضرورة دمج بعض المشروبات المناعية التى تدعم مناعة الجهاز التنفسى لمقابلة مشاكل الإصابة بأمراض البرد والزكام والإنفلونزا ومنها مشروب الجنزبيل والشاى الأخضر والقرفة، مع ضرورة تناول جرعات كافية من المياه لأنها تقوم بأدوار نقل وتنظيم الحرارة بصورة سليمة وصحيحة، سواء للإحساس بالدفء فى فصل الشتاء أو للترطيب فى فصل الصيف.