أبدت مصر استعدادها للمشاركة في عملية إعادة بناء مؤسسات الدولة في الصومال وتدريب وبناء قدرات كوادرها في مختلف المجالات، وكذلك توفير خبراتها القانونية لمساعدة الأخوة الصوماليين في عملية إعداد دستور بلادهم بما يتوافق مع مبادئ القانون الحديث والشريعة الإسلامية والتقاليد المحلية دونما تعارض بينهم. جاء ذلك عبر كلمة وزير الخارجية محمد كامل عمرو في مؤتمر دعم الصومال الذي بدأ أعماله اليوم الجمعة في مدينة إسطنبول التركية بمشاركة دولية واسعة. وأكدت مصر استعدادها لتدريب قوات الأمن والجيش وحرس السواحل الصومالية، فضلاً عن استعدادها للقيام بدور قيادي في نشر مبادئ الإسلام المعتدل ومكافحة التطرف والفكر المتشدد من خلال "الأزهر الشريف"، الأمر الذي نقدر أنه أحد أهم أركان علاج المشكلة في الصومال. وقال وزير الخارجية إن الدعم المصري للصومال في كافة المجالات وإسهامها في عملية التنمية البشرية وبناء القدرات المحلية الصومالية،لم يتوقف على مدار السنوات العديدة الماضية بل على العكس من ذلك فإن هذا الدعم، وبرغم الظروف التي مرت بها مصر مؤخرا قد تزايد بشكل ملموس خلال السنوات الماضية،حيث تقدم مصر سنوياً 100 منحة دراسية جامعية للطلاب الصوماليين في مختلف التخصصات،كما تقدم 80 منحة للدراسة الدينية في جامعة "الأزهر الشريف" والمعاهد التابعة لها. ودعا وزير الخارجية المصري المجتمع الدولي الي تقديم يد العون والمساعدة للحكومة الصومالية الانتقالية حتى تتمكن من الوفاء بكافة التزاماتها ذات الصلة،وحتى يتم الانتهاء من المرحلة الانتقالية بالنجاح الذي يتطلع إليه الشعب الصومالي،والذي نصبو إليه جميعاً. وأكد إن التطورات الايجابية التي شهدها الصومال علي مدي الأشهر الماضية تمثل فرصة جيدة لابد من استغلالها لتنشيط العملية السياسية الجارية في الصومال،بكل ما تتضمنه من مساعي لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة،والمضي قدماً في صياغة دستور جديد للبلاد يوفر إطاراً للشرعية تلتف حوله مختلف الأطياف الصومالية، فضلاً عن جهود بناء الدولة الصومالية وهياكلها وخاصة فيما يتعلق بتعزيز قدرات أجهزة الأمن والعدالة.