نظم مركز دراسات الحضارة الإسلامية بمكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان: "تراث الحضارة الإسلامية في روسيا عبر العصور"، شارك فيها وفد روسي من متحف أزوف التاريخي-الأثري، بمنطقة روستوف بروسيا الاتحادية، يرافقهم مراد جاتين مدير المركز الثقافي الروسي بالإسكندرية، بالإضافة إلى مثقفين وعلماء من جامعات الإسكندرية وعين شمس والفيوم. تضمنت محاور الندوة مجموعة واسعة من القضايا، جاء على رأسها: كتابات الرحالة العرب عن روسيا، والتأثيرات المشرقية والإسلامية في الأدب الروسي، ومساهمة العلماء المصريين في تطوير الدراسات الشرقية الروسية، وجهود العلماء المسلمين في نشر الإسلام والثقافة الإسلامية في الأقاليم الروسية، بالإضافة إلى المخطوطات العربية في المكتبات الروسية، وتراث الفنون والعمارة الإسلامية في المتاحف والاقاليم الروسية، فضلا عن جهود الاستشراق الروسي في دراسات الحضارة الإسلامية. كما تحدث أحد محاور الندوة عن المؤرخ والمفكر المصري عياد طنطاوي (1810 - 1861) الذي عمل معلمًا للغة العربية بكلية اللغات الشرقية في مدينة سانت بطرسبرج أثناء الحكم القيصري لروسيا، لمدة 15 عامًا بدأت سنة 1840، حتى إنه وصل لمناصب رفيعة في الدولة قلده على إثرها القيصر وسام ستانيسلان ووسام القديسة حنة، بسبب امتياز التلاميذ في البحث، وعندما وافته المنية دفن بمقابر المسلمين في ضاحية فولكوفو، وأصبح قبره في عداد الآثار التاريخية والثقافية في روسيا والتي تصان من قبل الدولة. وفي كلمته، أوضح مراد جاتين، مدير المركز الروسي للعلوم والثقافة بالإسكندرية، أن الإسلام وصل إلى الأراضي الروسية وبالتحديد (مدينة دربنت) في القرن السابع الميلادي، وفي عام 922 الميلادي، اعتنقت منطقة بلغاريا الواقعة على نهر الفولجا الإسلام وأعلنته ديانة رسمية على أراضيها. وقال جاتين: ترك رحالة وباحثون عرب، مثل أحمد بن فضلان، في العصور الوسطى كتابات وصفت بالتفصيل حياة الشعوب التي كانت تعيش في أراضي روسيا الحالية، مضيفًا أن الباحثين في هذا المجال لديهم فرص كبيرة لإجراء دراسات حول هذا الموضوع الثري عن التراث الإسلامي في روسيا على مر العصور.