مشاكل تتحول إلى كوارث بسبب انقراض الحشرات من الكرة الأرضية.. هذا ما أثبتته الدراسة التي أعدها فريق من باحثين من جامعتي "كوينزلاند" و"سيدني" الأستراليتين، وكُشف عن بعض نتائجها في شهر فبراير 2019، تأكيد على أن نصف أنواع الحشرات التي تعيش في العالم تنخفض أعدادها بشكل لم يسبِق له مثيل. وتخلص الدراسة التي هي في الحقيقة عصارة 73 دراسة أخرى معمقة حول الموضوع ذاته إلى أن عدم تحرك الأسرة الدولية بما فيه الكفاية للحد من هذا التوجه ربما يؤدي إلى انقراض الحشرات في نهاية القرن الواحد والعشرين أو قبله، وفقا ل"مونت كارلو". كما تخلص الدراسة إلى أن استخدام مزيد من الأسمدة الكيميائية في المجال الزراعي بالإضافة إلى عوامل أخرى منها الأمراض والكائنات الحية المستوطنة في مواطن غير مواطنها الأصلية عوامل تهدد فعلا الحشرات بخطر الزوال نهائيا من الكرة الأرضية بشكل سريع وتضع العالم أمام كوارث كثيرة منها تحويل الحقول والغابات وأماكن طبيعية أخرى إلى مكبات للنفايات العضوية التي كانت الحشرات ولاتزال تسهم في التخلص عبر التغذي عليها أو بطرق كثيرة أخرى. وفي حال احتداد مشكلة انخفاض عدد الحشرات بشكل غير مسبوق، فإن ذلك سينعكس سلبا على تلقيح المزروعات. وخلافا لما يُعتقد، سيؤثر اختفاء حشرات كثيرة منها الذباب والنمل والفراشات في كميات المحاصيل الزراعية وجودتها نظرا لأن هذه الحشرات تسهم في عملية تلقيح أزهار المزروعات والأشجار المثمرة. وتأكد حسب نتائج دراسات عديدة أخرى حول انخفاض أنواع كثيرة من الطيور في عدة مناطق أن الأمر يُعزى أساسا إلى انخفاض الحشرات التي تتغذى عليها. ويقول كثير من خبراء التنوع الحيوي والبيئة إنه من مصلحة الإنسان أن يُدرك أنه مُضطر إلى الحفاظ على الحشرات؛ لأنها هي التي تساعده بشكل مباشر وغير مباشر على تجاوز مشكلة ندرة المياه لضمان الأمن الغذائي الحيواني والإنساني عبر العناصر المغذية التي تحتوي عليها. وقد اهتدت الصين إلى ذلك فأطلقت منذ سنوات عديدة مزارع لتربية الحشرات. وأصبحت منظمة الأغذية والزراعة العالمية " الفاو" تولي هذا الموضوع مزيدا من الاهتمام؛ لأنه موضوع يفتح فعلا أفقا واعدة لتذليل عدد كبير من العراقيل المتعلقة بتدهور أتربة الأراضي الزراعية من جهة وبتزايد الضغوط الممارسَة على المياه النادرة بدروها أكثر فأكثر، من جهة أخرى.