هدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الجمعة، بإغلاق الحدود بين الولايات المتّحدة والمكسيك "بالكامل" إذا تمسّك الديمقراطيون في الكونجرس برفضهم تمويل جدار حدودي، وهو خلاف تسبّب بإغلاق جزئي للحكومة الفيدرالية منذ 22 ديسمبر. وكتب ترامب في تغريدة على تويتر:"سنضطر لإغلاق الحدود الجنوبية بالكامل إذا لم يوافق الديمقراطيون المعطّلون على إعطائنا المال لإنجاز الجدار، وكذلك تغيير قوانين الهجرة السخيفة التي يعاني منها بلدنا". وأوضح الرئيس الجمهوري في سلسلة تغريدات أنّه إذا اضطر لإغلاق الحدود الجنوبية لبلاده فهذا الإجراء سيكون "مفيداً" بكل الأحوال لأن "الولايات المتّحدة تخسر أموالاً طائلة بتجارتها مع المكسيك في ظلّ اتفاقية نافتا، أكثر من 75 مليار دولار سنويا (من دون احتساب أموال المخدّرات التي قد تبلغ أضعاف هذا المبلغ)". وكان ترامب فرض على المكسيك وكندا إعادة التفاوض على اتفاقيّة التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) التي طبّقت بين الدول الثلاث طوال 24 عاما. وكرّر ترامب تهديده بإغلاق الحدود في تغريدة أخرى قال فيها "إمّا أن نبني الجدار أو نغلق الحدود الجنوبية". وسبق أن هدّد الرئيس الأمريكي في نوفمبر بإغلاق الحدود مع المكسيك لمكافحة الهجرة غير القانونية. وقال الرئيس في ذلك الحين أمام صحفيين "إذا وصلنا إلى مرحلة خسرنا فيها السيطرة، أو إذا جرت أعمال عنف، سنغلق بصورة مؤقتة الدخول إلى البلاد إلى أن يعود الوضع تحت السيطرة". وهو تهديد أصدره أيضا في أكتوبر، خلال المرحلة الأخيرة قبل الانتخابات التشريعية في منتصف الولاية الرئاسية، في وقت كانت فيه قافلة تضم آلاف المهاجرين القادمين من أمريكا الوسطى تتوجّه إلى الحدود المكسيكية-الأمريكية سعيا للدخول إلى الولاياتالمتحدة. وكتب ترامب على تويتر الجمعة "يبدو أنّ قافلة جديدة تتشكّل في هندوراس، وهم (السلطات) لا يقومون بأي شيء بهذا الصدد". وأضاف أنّ "هندوراس وجواتيمالا والسلفادور لا تقوم بشيء من أجل الولاياتالمتحدة، لكنها تأخذ مالنا" ملّوحا ب"إلغاء كل المساعدات لهذه الدول الثلاث التي تستغلّ الولاياتالمتحدة منذ سنوات". وأعلن ترامب في أكتوبر عن خفض فوري للمساعدات لهذه الدول الثلاث. وجعل الرئيس الجمهوري من مكافحة الهجرة غير القانونية إحدى أولوياته، مع بناء جدار على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة لوقف الهجرة السريّة وتهريب المخدرات. لكنه دخل في صراع مع أعضاء الكونجرس الديمقراطيين ما أدّى إلى مأزق، مع تمسّك كل طرف بموقفه، حيث يرفض الديمقراطيون تخصيص خمسة مليارات دولار يطالب بها ترامب لبناء الجدار، فيما يصرّ الرئيس على أنّه لن يوقّع على الميزانية لتمويل الحكومة إلاّ اذا حصل على تمويل للجدار. ولا يملك الجمهوريون سوى 51 مقعدا في مجلس الشيوخ، في حين يتطلّب إقرار النصّ ستين صوتا، واعتبارا من يناير، تنتقل الغالبية في مجلس النواب إلى الديمقراطيين. وفشلت المفاوضات بين الديمقراطيين والجمهوريين الخميس بإنهاء الإغلاق الجزئي للحكومة، وتأجّلت حتى الأسبوع المقبل أي آمال بالخروج من أزمة الميزانية. وبعد جلسة لمجلس الشيوخ دامت دقائق معدودة وكان الحضور فيها قليلا بسبب عطلة عيد الميلاد، تم تأجيل الجلسة حتى العاشرة صباحا (15:00 بتوقيت جرينتش) من يوم الإثنين، لكنّ إكمال المداولات بشأن الميزانية سيتمّ فقط الأربعاء المقبل في اليوم ال12 للإغلاق الحكومي. ولعدم إقرار الكونجرس موازنة لها، أغلقت وزارات ووكالات حكومية أبوابها منذ صباح السبت الفائت وأصبح بذلك 400 ألف موظف في إجازة غير مدفوعة، في حين يعمل 400 ألف موظف في خدمة الجمارك وأمن المطارات بدون تلقّي راتب خلال فترة أعياد نهاية السنة، كما انطفأت أنوار شجرة عيد الميلاد وأغلقت الحديقة العامة قبالة البيت الأبيض أبوابها أمام الجمهور وفاضت صناديق القمامة في المدينة.