قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إننى لدى قناعة ثابتة وراسخة، بشأن ما أثاره الرئيس السيسى، فى خطابه بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، بأن التخصص الدقيق مطلوب فى حد ذاته، ونقبل أن يتحدث القانونى بالقانون فقط، ولكن رجل الدين الذى يريد أن يتصدى للقضايا الكبيرة، لابد أن يكون لديه عقلية جامعة بمعنى الكلمة، مواكبا لقضايا العصر ومستجداته، منوها على أن رأى الدين أصبح مطلوبًا فى كافة القضايا المطروحة حاليًا بمجتمعنا، وأذكر طلب رأى الدين فى أمور طبية، مثل الموت الإكلينيكى، ونقل الأعضاء، ولابد أن يكون رجل الدين ملمًا بالأمور الطبية. وأضاف "جمعة"، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج 90 دقيقة، المذاع عبر فضائية المحور، يوجد خلط بين القانون والشرع، والحقيقة أن القانون خرج من رحم الشرع، والإمام لابد أن يكون مدركًا بجميع قضايا عصره، والأحاديث المبنية على العادة تتغير لاستنباط الحكم منها بتغير الأحداث، ولو كان النبى بيننا لغير النص، مشيرا إلى أن المجتهد فى الدين لابد أن يكون من أهل التخصص، ولابد من احترام قوانين الدولة، لأنها تمثل حكم هذا العصر، وأن تصرفات النبى وحكمه فى بعض الأمور، كانت تتناسب مع الزمن الذى كان فيه، ومناسبا لعصره، ولم تكن من منطلق عقيدة أو عبادة، وفى حالة تغير الوقت والظروف فعلينا أن نأخذ بما يناسب العصر وفق ما يحقق المصلحة العامة، لافتا إلى أن الجماعات المتطرفة انتقت من الكتب بعض الأحاديث فى سياق معين محاولة تعميمها واستغلالها بما يخدم أيدلوجياتها، والدين براء بما يقومون به من مخالفة للدين وتحريف للسنة النبوية. وأردف: الوزارة أعلنت منذ عامين إنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب، واخترنا مقرًا مؤقتًا لها بمسجد النور، وبدأنا فى إعطاء دورات بتطبيق جزء من المفهوم الذى طرحه الرئيس بشكل جزئى، وأجرينا دورات فى الأمن القومى، ومفاهيم الأمن القومى، بالتنسيق مع أكاديمية ناصر، وكلية الدفاع الوطنى، إضافة إلى دورات فى اللغات الأجنبية، الإنجليزية والفرنسية والألمانية، ونجح فيها 22 إمامًا، وعدد منهم الآن موفد بمختلف دول العالم، مشيرا إلى أنه جار العمل على إعداد مبنى مستقل للأكاديمية، يتألف من 5 أدوار بمدينة 6 أكتوبر، بمساحة 11 ألف متر، ويوجد به قاعة ترجمة تشبه قاعة المؤتمرات الدولية، تسع ل 680 متدربًا، مجهزة بقاعة ترجمة لأربع لغات فورية، معمل صوتيات للغة الإنجليزية، معمل حاسب إلى، بالإضافة لغرف إقامة وجراج يسع لنحو ألف سيارة.