أكد السيناتور جون كيرى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى أن النقطة الأهم فى مصر الآن هى التركيز على الانتخابات الرئاسية القادمة.. وبعدها ستكون هناك حكومة جديدة ونقل للسلطة إلى سلطة مدنية على طريق نقل مصر للأمام. وقال السيناتور كيرى فى مؤتمر صحفى عقده اليوم بالقاهرة إن هذا هو الوقت للتطلع فى مصر للأمام وليس العودة للوراء .. من أجل بناء مصر الجديدة. وأشار الى أنه التقى خلال زيارته لمصر مع المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومع رئيس مجلس الشعب الدكتور سعد الكتاتنى ووزير الخارجية محمد عمرو، ومع المرشح الرئاسى عمرو موسى، كما أجرى اتصالا مع محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة، بالإضافة إلى لقاءات مع ممثلى المجتمع المدنى ورجال الأعمال. واعتبر كيرى أحداث العنف التى وقعت فى مصر أخيرا أحداثًا مقلقة، مؤكدًا على اعتراض الإدارة والكونجرس الأمريكى على أعمال العنف وتأكيد واشنطن على أهمية الاعتراف بحق الشعوب فى التظاهر. وحث كيرى السلطات المصرية على اجراء تحقيق فى أحداث العنف الأخيرة ومعاقبة من قام بها مشيرًا الى أن التقدم الذى حدث فى مصر بعد الثورة يعد تقدما كبيرا مقارنة بدول ومجتمعات أخرى .. وأعرب عن سعادته لما لمسه من شعور بالتفاؤل لدى كل من التقاهم فى مصر قائلا انه وبالرغم من الاحباط الموجود إلا أن هناك شعورا بالأمل الكبير خاصة مع اجراء انتخابات رئاسية جديدة فى الموعد المحدد لها وتشكيل حكومة جديدة. وشدد على أن التحدى الأكبر فى مصر حاليا هو التحدى الاقتصادى مشيرا الى أن مصر فقدت مئات الأرواح وتعانى اهتزازا فى اقتصادها لكنها تحتاج لاجراء الانتخابات القادمة ووضع دستور جديد. وأشار إلى أن المجلس العسكرى أكد له بشكل حاسم أن الانتخابات ستتم فى موعدها المقرر 23 مايو الجارى.. وإذا تطلب الأمر الاعادة فستكون فى 16 يونيو وهناك تصميم على ذلك. كما أعرب كيرى عن سعادته لزيارة مصر للمرة الرابعة، وأجرى مباحثات خلال لقاءات عديدة. وأضاف جون كيرى فى المؤتمر الصحفى أن هناك اهتماما كبيرا من الولاياتالمتحدة بالانتخابات القادمة فى مصر لأن واشنطن تؤمن بأن نقل السلطة لحكومة مدنية هو أفضل الفرص من أجل نقل مصر للأمام وتقدمها . ومضى يقول ان مصلحة الولاياتالمتحدة ليست فى فوز مرشح معين فنحن نحترمهم جميعا ولكن فى اجراء العملية نفسها وشرعيتها .. فالانتخابات يجب أن تكون حرة شفافة ونحن نحث السلطات المصرية على وجود مراقبة جيدة لتلك الانتخابات . وأعرب عن الأمل فى أن يتقبل المرشحون فى النهاية النتائج مشيرا الى أنه تبادل الآراء مع من التقاهم حول أهمية احترام الحقوق الأساسية مثل حقوق المرأة والتجمع السلمى وبناء نظام ديمقراطى مشيرا الى استمرار الولاياتالمتحدة فى محاولتها للوصول لنظام ديمقراطى فالديمقراطية عملية مستمرة . وأضاف أن تحسين الاقتصاد المصرى هو التحدى الأكبر ونحن نحث أى حكومة أن ترسل رسالة للأسواق العالمية لاعطاء ثقة فى السوق المصرى وجذب المساعدات والاستثمارات التى ستؤدى فى النهاية لخلق فرص عمل خاصة وأن معدل النمو فى مصر كان ثمانية فى المائة قبل الثورة ما يدل على أن مصر لديها قدرة على فعل ذلك مرة أخرى اذا اتخذت الخيارات الصحيحة . وقال كيرى انه سيفعل كل ما بوسعه لدعم حصول مصر على قرض صندوق النقد اذا كانت هذه هى رغبة الشعب والحكومة المصرية مؤكدا التزام بلاده بنجاح مصر وليس نجاح مرشح أو حزب . وردا على سؤال حول أسباب عدم لقاء كيرى مع مرشحى الرئاسة هذه المرة باستثناء عمرو موسى ما قد يعطى انطباعا بأن واشنطن تؤازره قال كيرى ان هذا غير صحيح فقد كان يتمنى لقاء كل المرشحين ولكن كان هناك مرشح آخر هو السيد محمد مرسى لم يسمح جدوله ووقته بلقاء كيرى فتم تبادل وجهات النظر عبر اتصال هاتفى .. كما أن اختلاف المواعيد وقصر وقت زيارته منع لقاءه بكل المرشحين . وحول لقائه مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، قال جون كيرى ان المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الاعلى كان واضحا معى فى تصميمه على أن المجلس ينوى بل يتطلع الى نقل السلطة ويريد اجراء الانتخابات فى موعدها .. وأن المجلس سيتخلى عن السلطة فورا عقب الانتخابات الرئاسية كما أنهم فى المجلس يتفهمون أن أفضل شىء لمصر هو وجود حكومة جديدة منتخبة تستطيع التعامل مع مشكلة ايجاد وظائف وفرص عمل ومواجهة التحديات فمن المهم أن تتم الانتخابات فى موعدها لأنها اذا لم تتم سيكون التأثير كبيرا .. وقد أكد المشير طنطاوى أن المجلس الاعلى يريد العودة للثكنات ونقل السلطة الى السياسيين . وحول ما اذا كان سبب ما يحدث الآن من قلاقل فى مصر هو أن الحزب الذى نجح فى الانتخابات لم يشكل حكومة تدير مصر حتى الآن، قال جون كيرى انه من الصعب على أى حكومة انتقالية فى أى مكان أن تحكم فيما الناس لا يستمعون لها ولا يعتقدون أن لديها المصداقية الكافية .. وهو أمر معقد .. ونحن لدينا ثلاث أو ست اسابيع على الاكثر للتأكد من وجود رئيس جديد وبعد ذلك سيكون لدى مصر القدرة على ايجاد حكومة والانتقال بالسلطة وتعيين المسئولين فى المناصب العليا . وأشار الى أنه يعتقد أن المجلس العسكرى واجه صعوبات كثيرة فى التعامل مع المواقف وواجه ضغوطا كبيرة ولكنه حاول - وربما ببعض الأخطاء ستحكم الأيام عليها - للوصول الى أفضل الحلول ومنح وقت للمرشحين للتنافس حول أفكارهم .. ولدينا لآن مرشحين يمثلون مصالح عديدة .. وقال انه ولذلك فانه من الأفضل الآن بدلا من التركيز على ماذا حدث من أخطاء أن نبحث عن المستقبل وأن تكون عيننا على الجائزة وهى " رئيس وحكومة جديدة " بعد الانتخابات أو بعد ثلاثة اسابيع وربما بعد ستة اسابيع . وحول ما الذى يمكن تقديمه من واشنطن لدعم حزمة صندوق النقد الدولى قال كيرى انه من المهم الاتفاق بين الجميع حول كيفية العمل لأن البعض قد يرى أنه من الافضل عدم نقل الأموال الى حكومة مؤقتة ولكن الأساس موجود وهناك اساليب للوصول لاتفاق .. وقد أعلنت عندما زرت مصر منذ أشهر برفقة السيناتور جون ماكين عن مبادرة تمويل فى هذا الاطار .. لمساعدة رجال الأعمال كما أن مادلين أولبرايت ومؤسستها تعمل معنا فى محاولة جذب القطاع الخاص الأمريكى للاستثمار فى مصر وخلق وظائف وهو أمر مطلوب خاصة وأن أهم شيىء بعد الانتخابات سيكون جذب الاستثمارات وايجاد فرص عمل لبناء قاعدة اقتصادية صلبة وحول المساعدات الأمريكية لمصر أشار جون كيرى الى أنه بحث هذا الموضوع ، مؤكدا أن الرئيس الأمريكى أوباما اتخذ القرار الصحيح باستئناف ارسال المساعدات على الرغم من أن هناك بعض النقاط المقلقة .. ولكن من المهم النظر للأمام وتقديم المساعدات للشعب المصرى لأنها لا تساعد فقط شعب مصر بل تساعد المنطقة بأسرها فى بعض الاطارات مثل وقف تهريب السلاح والمخدرات ودعم عملية السلام واحداث نمو فى قطاعات التعليم والزراعةو والصحة وادارة المجتمع المدنى .. وسوف تستمرواشنطن فى هذا الطريق . وحول ما اذا كان قد بحث موضوع استئناف اتفاق الغاز المصرى لاسرائيل قال جون كيرى ان الولاياتالمتحدة تريد أن ترى استمرار العلاقات المصرية الاسرائيلية بخلافات أقل معربا عن اعتقاده بأن هذه مشكلة سيتم حلها بعد الانتخابات الرئاسية .. وأضاف أن مصر لعبت دورا رائدا فى المنطقة ونحن نؤمن أن العالم سيكون أفضل اذا ما سار خلف النموذج المصرى فى السلام لكن الخيار بالنسبة للغاز سيتم مع حكومة مصرية جديدة .. وهناك انتخابات قريبا فى روسيا وفرنسا واسرائيل والولاياتالمتحدة ومصر .. وبعد فترة تجديد تلك الحكومات ستكون هناك فرصة جديدة للعودة واتخاذ قرارات بالنسبة لايجاد حل لعملية السلام. وعن موقف واشنطن مما تؤكده ايران دوما من أن الثورات فى العالم العربى هى صحوة اسلامية فقط قال جون كيرى ان لدى الولاياتالمتحدة خلافات مع ايران نحاول حلها بالاساليب الدبلوماسية من خلال مجموعة 5"1 .. وأضاف أنه لا يعبر فقط عن رؤيته كأمريكى ولكن كشخص يتجول عادة فى منطقة الشر ق الأوسط . قائلا انه يعتقد أن هناك "طاقة اسلامية جاءت من الصحوة العربية" خاصة وأن الجماعات الاسلامية منظمة وكانت فى موقع يساعدها على استثمار تلك الثورات .. ولكن سيكون خطأ كبيرا للشرق الأوسط وللعالم أن ننظر الى ما حدث على أنه اسلامى فقط .. وأنا أؤمن أن ما حدث هى تغييرات تمت لأجيال شابة فى تونس ومصر وليبيا وأماكن أخرى .. وهؤلائ الشباب يرون ما يحدث فى العالم ويريدون أن يكون ذلك لديهم أيضا كالقدرة على التعلم والعمل والحريات الأساسية .. وشدد على أن من يدعون أن الشباب لم يبدأوا تلك الثورات فهم ينفون حقيقة ما حدث .. والاخوان المسلمون شاركوا بعد ذلك فى الثورات واستفادوا بالطبع ولكن أى زعيم أو حزب لا يركز على ما يحدث ليس فقط هنا بل فى كل أنحاء العالم سيتجاوزه الزمن .. أضاف أنه اذا لم يتم تحقيق المطالب المصرية سواء الاقتصاد أو التعليم أو فرص عمل أفضل وحق التعبير " فسيزور الشعب المصرى ميدان التحرير مرة أخرى " حسب قوله . وقال انه من المهم الاستمرار فى التركيز والنظر للمجتمع والتساؤل عن أسباب ما يحدث مشيرا الى أن كلا من مصر واسرائيل وتركيا كانت فى الخمسينات لديها متوسط دخل متقارب ولكن الآن تركيا واسرائيل تغيرتا كثيرا ولديهما دخل أعلى بكثير من مصر التى لا تزال تراوح مكانها كما كانت فى الخمسينات .. ولابد أن نتساءل لماذا ؟ وهو سؤال نسأله فى الولاياتالمتحدة وأوروبا ومن المهم ألا نخلط الحقائق حول ما حدث.