اتهم صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين اليوم الثلاثاء، الحكومة الإسرائيلية بممارسة الخداع والالتفاف لتثبيت البؤر الاستيطانية المقامة عشوائيا في الضفة الغربية. وأكد عريقات، في بيان عقب لقائه ديفيد هيل المبعوث الأمريكي لعملية السلام في مدينة أريحا، رفض منظمة التحرير الفلسطينية المطلق للدخول في نقاشات عبثية حول ما يسمى ب"تشريع" الاستيطان. واعتبر أن "ذلك يعد غير شرعي ولاغيا وباطلا ويصنف حسب ميثاق جنيف الرابع لعام 1949، على اعتباره جريمة حرب". وقال عريقات: إن الرسالة التي بعث بها الرئيس محمود عباس لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو "تشكل فرصة حقيقية لاعتماد الالتزامات المترتبة على كل طرف وتنفيذها". وأضاف أن "وقف الاستيطان وقبول مبدأ الدولتين على حدود 1967، والإفراج عن الأسرى والمعتقلين ليست شروطا فلسطينية وإنما التزامات ترتبت على إسرائيل ويجب أن تنفذ". وتساءل عريقات "كيف يمكن حتى الحديث عن مبدأ الدولتين في حين تستمر الحكومة الإسرائيلية ببناء وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية على أراضي الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية". وشدد على أن الخيار واضح أمام الحكومة الإسرائيلية إما السلام أو الاستيطان، وقال "لا يمكن الجمع ما بين الأمرين وإن قررت الحكومة الإسرائيلية الاستمرار في نهج الإملاءات والمستوطنات، تكون قد حكمت على مبدأ الدولتين، وعلى عملية السلام بالدمار وتتحمل وحدها مسئولية ونتائج وتبعات ذلك". وقال مارك رجيف مستشار نتنياهو في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن مستوطنات "بروخين" و"سَنسَناه" و"ريحليم" أقيمت بتصريح من الحكومة الإسرائيلية بعكس البؤر الاستيطانية الأخرى، ولكن أوراقها لم تستكمل لأسباب "فنية". وأوضح أن مجموعة من الوزراء قرروا "تقنين أوضاعها". وأضاف "أريد أن أؤكد أنها ليست مستوطنات جديدة، وأن هذا القرار لا يتعلق ببناء مستوطنات جديدة أو حتى توسيع مستوطنات قائمة بالفعل ، فهذه المستوطنات الثلاث أقيمت بموجب قرارات حكومية اتخذت في القرن الماضي، ونحن لم نجر بأي شكل من الأشكال تغييرات على الأرض". وكانت الرئاسة الفلسطينية طالبت في وقت سابق اليوم الحكومة الإسرائيلية بوقف الأعمال "أحادية الجانب بشكل فوري" وذلك بعد قرارها تقنين البؤر الاستيطانية الثلاث. وندد الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردين، في بيان صحفي بثته وكالة الأنباء والمعلومات الرسمية الفلسطينية( وفا) ، بهذا القرار ووصفه بأنه "سلبي". وقال أبو ردينة: "إذا كان الأمر كذلك، فهذا يدلل على الرد المتوقع على رسالة الرئيس محمود عباس، فإن نتنياهو يدفع بالأمور إلى الطريق المسدود مرة أخرى". وأضاف "أن القيادة الفلسطينية بانتظار الرد الرسمي على رسالتها وستبقى خياراتنا مفتوحة إذا كان هو الرد الإسرائيلي على السياسة الفلسطيني". وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة اليوم أن لجنة وزارية برئاسة نيتانياهو قررت تسوية الوضع القانوني لثلاث مستوطنات أقيمت في تسعينيات القرن الماضي بدعم من الحكومة وهي "بروخين" و"سَنسَناه" و"ريحليم" وجميعها مقامة في الضفة الغربية. وذكرت الإذاعة أنه تمت المصادقة على الخطط الهيكلية لهذه المستوطنات.