قالت إسعاد يونس: إنه لا يجب أن ننظر إلى السينما الإفريقية على أنها مجرد طرزان وأسد وغابة، فالأفلام الإفريقية مليئة بالكنوز المعرفية والثقافية، وتوصل قيمة إنسانية من إفريقيا، بصرف النظر عن لغة الفيلم. جاء ذلك خلال ندوة "السينما الإفريقية في مطلع القرن الحادي والعشرين"، التي عقدت على هامش مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وحضرها إلى جانب المنتجة الفنانة إسعاد يونس كل من المنتج والمخرج النيجيري "فيكتور أوخاي"، والمفوض العام لمهرجان السينما والتليفزيون الإفريقي "ميشيل أودروجو"، والمخرجة والمنتجة "فيردوز بولبليا"، والمخرج التونسي إبراهيم لطيف، وسهير عبدالقادر. وبدأت الندوة بحديث المخرج فيكتور أوخاي الذي بادر الحضور بطرح سؤال حول ماهية السينما الإفريقية من وجهة نظرهم، فأجاب عن سؤاله "ميشيل أودروجو"، معتبرا أن السينما في إفريقيا تمثل خيال الشعب الإفريقي، وأنه لابد أن نبحث من خلال التنوع عن نقطة الالتقاء الثقافي، واعتبر أن المثقفين في عالم السينما يتحدثون بشكل جيد عن السينما الإفريقية، واعتبر السينما المصرية من السينما الإفريقية. ووجه فيكتور أوخاي سؤالاً آخر حول: هل السينما الإفريقية هي التي صورت في إفريقيا أم التي تتحدث باللغات الإفريقية، أم التي يتم تقديمها عن إفريقيا؟ وأجابت إسعاد يونس بأنه حينما تصنع فيلماً فأنت تقدم قيمة إنسانية. وأضاف المخرج التونسي إبراهيم لطيف أنه يختلف مع الحضور، ووجهة نظره أنه لا توجد سينما إفريقية، بل توجد أفلاماً إفريقية، وأنه يتفق مع الجميع في أن هناك قصصا إفريقية تؤكد هوية إفريقيا، لكن لا توجد سينما إفريقية حقيقية، باستثناء بعض الدول منها مصر والمغرب ونيجيريا. وقالت المخرجة والمنتجه "فيردوذ بولبيليا": "أعتز بإفريقيتي، وأحزن كثيرًا حينما نتحدث عن إفريقيا السوداء المليئه بالمجاعات والأمراض، لكننا ننسى دائمًا الاحتفال بالإنجازات الفنية الإفريقية، وهذا خطأ كبير جدا. وطرح أوخاي سؤالاً آخر وهو كيف تتوقع أن تكون السينما الإفريقية في ظل التكنولوجيا الحديثة، وأجاب المخرج والمنتج "فايث ايذاكبير" بقوله: "لدينا نفس التكنولوجيا الموجودة في العالم، ولدينا تمويل كبير من مؤسسات كثيرة، وسوف نقوم قريبًا بإنتاج فيلم إفريقي نيجيري مشترك، ونتمنى أن نصل من خلاله إلى هدفنا المنشود، وأضاف ميشيل أن السينما الإفريقية استفادت كثيرًا من التمويل من دول الشمال، التي تدفع فواتير الأعمال الفنية، ويجب الآن على إفريقيا أن تقوم بسداد هذه الفواتير، التي أشبهها بفواتير الطعام ولابد لإفريقيا أن تدفع ثمن الطعام، حتى تستطيع أن تطلب قائمة أخرى، ولابد من أن نستغل مواردنا، فهناك خمس دول تقدم الدعم للثقافة الإفريقية، هي مصر وجنوب إفريقيا والمغرب والجزائر وبوركينافاسو ونيجيريا.