اختار الاتحاد الإسباني لكرة القدم المدرب السابق لنادي برشلونة، لويس إنريكي، لتولي مهمة الإشراف على المنتخب الوطني في العامين المقبلين، وقيادة عملية إعادة بناء "لا روخا"، بعد أعوام مخيبة في البطولات الكبرى، وآخرها مونديال روسيا 2018. وبدأ أبطال العالم 2010 مشاركتهم في المونديال الروسي على خلفية أزمة في الجهاز الفني، بعد إعلان الاتحاد إقالة المدرب جولن لوبيتيغي عشية انطلاق النهائيات، على خلفية الإعلان عن أنه سيتولى تدريب ريال مدريد بعد المونديال، على رغم ارتباطه بعقد مع الاتحاد حتى 2020. وأعلن الاتحاد، الأحد، انتهاء العلاقة مع هييرو، الذي قاد المنتخب للدور ثمن النهائي من المونديال الروسي، وخرج بركلات الترجيح أمام المضيف. ولم يتأخر الاتحاد الإسباني في تعيين البديل. وقال رئيسه لويس روبياليس، في مؤتمر صحفي، الإثنين، عقب اجتماع لمجلس الإدارة "تمت الموافقة بالإجماع على تعيين لويس إنريكي لتدريب المنتخب في العامين المقبلين". وأضاف "هناك اتفاق كامل وسيقدم إلى الإعلام الأسبوع المقبل"، مشيرًا إلى أن إنريكي "كان يرغب في أن يكون مدرب إسبانيا. تلقى عروضًا (من جهات أخرى) مهمة جدًا، كان من المستحيل أن نقدم هذه المبالغ (التي عرضت عليه)، ولذلك قام بجهد كبير" للموافقة على تولي المهمة. ويواجه إنريكي (48 عامًا) تحديًا مماثلًا للذي واجهه عندما تولى تدريب برشلونة في العالم 2014. فاللاعب السابق الذي خاض 62 مباراة دولية، أوكلت إليه مهمة تدريب العملاق الكاتالوني برشلونة بعد عام لم يحصد فيه النادي أي لقب، وذلك للمرة الأولى في ستة أعوام. وتمكن إنريكي من قيادة برشلونة إلى لقب الدوري الإسباني عامي 2015 و2016، ودوري أبطال أوروبا 2015، قبل أن يعلن رحيله في نهاية موسم 2016-2017 ويعين النادي إرنستو فالفيردي بدلًا منه. وعلى دكة المنتخب الإسباني، سيكون إنريكي مطالبًا بإعادة "لا روخا" إلى الألقاب التي غاب عنها منذ ستة أعوام، عندما أتم ثلاثية مذهلة من الألقاب الكبيرة، شملت كأس أوروبا 2008 و2012 وكأس العالم 2010. وجاء المؤتمر الصحافي الثاني لروبياليس بعد اجتماع مجلس إدارة الاتحاد، وأعقب لقاءً أول مع الصحفيين اليوم أيضًا، أعلن فيه تعيين حارس أتلتيكو مدريد الدولي السابق خوسيه فرانشيسكو مولينا (47 عامًا) مديرًا رياضيًا للمنتخب بعدما رفض هييرو العودة للمنصب الذي تولاه لأعوام. وكان اسم إنريكي الأبرز بحسب بورصة الأسماء التي تداولتها الصحف الإسبانية للإشراف على المنتخب، إلى جانب كيكي فلوريس وميغيل غونزاليز، وأخيرًا روبرتو مارتينيز المدرب الحالي للمنتخب البلجيكي. وقال روبياليس، قبيل إعلان اسم انريكي، إن الاتحاد يبحث عن "قائد لا يقبل الجدل (...) وعلى المدرب أن يتمتع بشخصية قوية، ليتمكن من فرض نفسه (على اللاعبين) في غرفة تبديل الملابس". واعتبر مولينا أن "المنتخب في حاجة إلى مدرب سبق له تحقيق النجاح في عمله، وأن يكون صاحب أسلوب حديث". واستهل إنريكي مشواره التدريبي مع الفريق الرديف لبرشلونة، قبيل مغادرته إلى روما الإيطالي بين 2011 و2012، وعودته إلى سلتا فيغو الإسباني في 2013 و2014، إلى أن تولى تدريب الفريق الأول للنادي الكاتالوني في أواخر العام 2014. وقاد إنريكي برشلونة إلى تسعة ألقاب في ثلاثة أعوام، بينها الثلاثية في 2015 (الليغا الإسبانية وكأس الملك ودوري أبطال أوروبا). وكانت مباراته الأبرز مع الفريق تلك التي حقق فيها برشلونة "ريمونتادا" مذهلة أمام باريس سان جرمان الفرنسي في ثمن نهائي دوري الأبطال عام 2017، بعدما قلب تأخره صفر-4 ذهابًا في باريس، إلى فوز كبير 6-1 في ملعب "كامب نو". ومع المنتخب، سيكون المدرب أمام مهمة إعادته للألقاب وتقديم أداء جيد في المواعيد الكبرى، بعدما خرج من الدور الأول لمونديال البرازيل 2014، والدور ربع النهائي لكأس أوروبا 2016 في فرنسا، وثمن نهائي مونديال 2018 بالخسارة أمام روسيا 3-4 بركلات الترجيح (بعد التعادل 1-1). وسيتسلم إنريكي المنتخب الذي خسر النجم السابق لنادي برشلونة أندريس إنييستا الذي أعلن الاعتزال دوليا. وكان المدافع جيرار بيكيه تحدث عن إنريكي قبل خوض الأخير مباراته الأخيرة مع برشلونة مدربًا، فقال: "إنه أحد أفضل المدربين في التاريخ، وقد أحرزنا معه كل الألقاب في غضون ثلاثة أعوام".