تعتبر المحاصيل الزيتية، من المحاصيل الإستراتيجية المهمة سواء في مصر أو في دول العالم؛ حيث إنها تمثل مصدرًا رئيسيًا للغذاء، ويستهلكها الإنسان بطرق مختلفة في غذائه، كما تعد من السلع الغذائية المهمة التي بها فجوة غذائية نتيجة عجز الإنتاج المحلي لمواجهة الاستهلاك المتزايد علي هذه السلعة والذي يؤدي بدوره إلي تذبذب أسعارها المحلية، ونظرًا لتزايد الاستهلاك القومي منها وعجز الإنتاج المحلى على تغطية الطلب المحلى عليها فإن مصر تعتبر دولة مستوردة لهذه المحاصيل. حجم الاستهلاك ويأتي زيادة حجم الاستهلاك لمحاصيل الزيوت الغذائية ومنتجاتها بشكل كبير وسريع في مصر بسبب الزيادة السكانية المتلاحقة وتغير النمط الاستهلاكي، مما يعنى زيادة الطلب على الزيوت الغذائية بشكل كبير، في الوقت الذي تعانى محاصيل الزيوت الغذائية مشكلة تراجع المساحات، ومن ثم الإنتاج وبالتالي تتناقص قدرة الإنتاج المحلى على توفير الاحتياجات المطلوبة، والاعتماد على الاستيراد في سد الفجوة الغذائية الزيتية، وهناك عوامل مهمة تؤثر على الاستهلاك ومنها الزيادة السكانية التي تصل إلى نحو1.2% سنويًا. تقرير رسمي وقد كشف تقرير رسمي أصدره مجلس المحاصيل الزيتية، أن زيوت الطعام تقدر نسبتها ب"65%" من استهلاك الزيوت في مصر، والتي توزع ما بين 14% من زيوت دوار الشمس، و 13% لزيت الذرة و 73% منها من زيت بذرة القطن وفول الصويا، مشيرًا إلي أن 26% من الزيوت من منتجات زيوت المسلى النباتي، وهذه تعتمد في إنتاجها على زيت النخيل المستورد بنسبة 100%، والذي تقدر كميته ب700 ألف طن سنويًا، وهناك نسبة7.7% من الزيوت لإنتاج البسكويت والشيكولاتة. اكتفاء ذاتي يقول الدكتور محمد عبد المجيد رئيس مجلس القطن والألياف والمحاصيل الزيتية ب وزارة الزراعة ل"بوابة الأهرام": المشكلة تمكن في عدم وجود اكتفاء ذاتي من الزيوت النباتية والحيوانية، حيث إن الزيوت النباتية ومصدرها زيت بذرة القطن والتي كانت أحد المصادر الأساسية لتغطية الاحتياجات المحلية، مشيرًا إلي أن متوسط نصيب الفرد من الزيت في مصر 32 كجم يصل إليه 24 كجم بعجز يصل إلي 12 كجم.
قلة المساحات ويشير عبد المجيد إلى أن محصول دوار الشمس يعد أحد المحاصيل الأساسية، والتي يتم الاعتماد عليها من 6%-50%، لافتًا إلى أن مشكلة عدم وجود مساحات لزراعة المحاصيل الزيتية ومن ثم فاللجوء إلي الاستيراد هو الحل لسد الفجوة الزيتية؛ حيث إن مصر تقوم باستيراد 2.6 مليون طن سوء زيوت مكررة أو غير مكررة أو بذور لاستخلاص الزيوت منها. ويوضح عبد المجيد أن محصول فول الصويا من أكثر المحاصيل التي يتم استيرادها ليصل حجم المستورد منها إلي 2 مليون طن، على الرغم من أن محصول دوار الشمس يحتوى على نسبة عالية من الزيت مقارنة بفول الصويا. حلول سد الفجوة ويري عبد المجيد ضرورة وضع خطة لزراعة المحاصيل الزيتية حتى نتمكن من التغلب على تلك الفجوة وذلك تتمثل في عدة نقاط: أولا: زراعة المحاصيل الزيتية محملة على محاصيل الخضر والفاكهة والقصب. ثانيا: استنباط أصناف جديدة من المحاصيل الزيتية بإنتاجية عالية. ثالثا: عمل حقول إرشادية بالأراضي الجديدة وتنظيم ندوات إرشادية وتعريفية للمحاصيل الزيتية. رابعا: تعاقد الشركة القابضة للصناعات الغذائية والتي لم تنجح السنوات الماضية في التعاقد مع المزارعين أو الجمعيات الزراعية لحسابها، حيث إنه لا توجد جهة تتعاقد على المحاصيل الزيتية التي تتم زراعتها.
100 ألف طن حجم إنتاج الزيوت في مصر ومن جانبه يشير الدكتور محمود على محمد أستاذ الميكوبلوجيا المساعد ب مركز بحوث الصحراء والمشرف على تنفيذ مشروع تكنولوجيا الزراعة العضوية والحيوية للمحاصيل الزيتية ب شمال سيناء، إلى أن المعدل الاستهلاكي السنوي في مصر يصل إلى مليون و300 ألف طن سنويًا، ما ينتج منه محليًا ما لا يساوى 100 ألف طن سنويًا من جميع المحاصيل الزيتية بالكامل والباقي يتم الاعتماد عليه عن طريق الاستيراد بالعملة الصعبة مما يحمل الدولة أعباء اقتصادية هائلة، مشددًا على ضرورة القيام بإدخال وزراعة المحاصيل الزيتية سواء كانت أصناف معروفة محلية أو أصناف جديدة؛ حيث نقوم بزراعة دوار الشمس، فول الصويا، السمسم، الفول السوداني، وزراعة نبات الكانولا، والقرطم، وهذه المحاصيل تجود زراعتها في الأراضي الصحراوية وتعطى عائد مرتفع من الزيوت.
التوسع في الزراعة بشمال سيناء ويضيف محمد أنه تمت زراعة أكثر من 100 فدان في نطاق واسع على أفرع وروافد ترعة السلام بشمال سيناء من تلك المحاصيل ، يتم إمداد المزارعين بلقاحات حيوية متخصصة ذات كفاءة عاليه في تثبيت الأزوت الجوى وتيسر معظم العناصر سهلة الامتصاص للنبات، هذا بالإضافة إلى إنتاج مواد ذات تأثير مضاد للأمراض و التي تصيب معظم تلك النباتات، مما يكون له أثر ايجابي في تحسين نمو وإنتاجية وجودة المحصول، لافتًا أن المستهدف في نشاط المشروع تقليل استخدام الأسمدة المعدنية ومنع استخدام المبيدات الحشرية ذات التأثير الضار على البيئة والمجتمع، ونسعى جاهدين من خلال أعضاء الفريق البحثي للمشروع إلى نشر وتطبيق تكنولوجيا الزراعة العضوية والحيوية في ربوع تلك المنطقة. تعاون مصري - كويتي مشترك واستطرد رئيس المشروع تكنولوجيا الزراعة العضوية والحيوية للمحاصيل الزيتية قوله: إن المشروع يهدف إلى نشر زراعة المحاصيل الزيتية بمناطق انتشار أفرع وروافد ترعة السلام بشمال سيناء لتعظيم استغلالها، والتوسع في زراعة ما يقرب من 1000 فدان من تلك المحاصيل، مشيرًا إلى أن هذا المشروع ممول من الصندوق الكويتي للتنمية العربية بمشاركة وزارة الاستثمار والتعاون الدولي ويقوم بتنفيذه مركز بحوث الصحراء ممثلًا عن وزارة الزراعة، وتأتي مدة المشروع في هذه المنطقة 4 سنوات.