رغم مرور أكثر من مائة عام على كارثة السفينة تايتانيك، تبقى ذكراها راسخة فى الأذهان، ليس فقط كواحدة من أعنف حوادث غرق السفن فى التاريخ، ولكن باعتبارها علامة فارقة فى تاريخ السلامة البحرية، التى شهدت ثورة فى نظمها، بعد غرق أشهر سفينة أبهرت العالم. واحتفالًا بذكرى تايتانيك رقم 100 نٌظمت فعاليات خاصة في كل من بريطانيا والولاياتالمتحدة، بتنسيق بين عدد من أكبر شركات السياحة وشركات الملاحة فى العالم، حيث أبحرت السفينة بالمورال الأحد الماضي، من رصيف "ساوثهامبتون" بإنجلترا لاتباع مسار السفينة "تيتانيك" الذى سلكته قبل قرن من الزمن. وتحمل السفينة "بالمورال" على متنها 1309 ركاب، وهو العدد ذاته الذي حملته "تيتانيك"، ومن بين ركاب "بالمورال" أحفاد بعض الضحايا، وحاول منظمو الرحلة من شركة "مايلز مورجان ترافل" إعادة أجواء السفر والانطباعات التي مر بها ركاب "تيتانيك" على متن سفينة "بالمورال". وفي المطاعم قدمت أطباق كانت موجودة في قائمة الطعام على متن السفينة المنكوبة، واستمع الركاب الى موسيقى من تلك الحقبة، كما ارتدي بعض الركاب ملابس تلك الحقبة. على الجانب الآخر من العالم فى أمريكا أبحرت السفينة رحلة أزامارا يوم الثلاثاء من نيويورك وعلى متنها 450 راكبًا. وفضل الكثير من ركاب السفينة ارتداء ملابس تلك الفترة كما حدث مع ركاب السفينة بالمورال، وعزفت فرقة على السفينة رحلة موسيقى "نيرر" و "ماي جود" حوالي فى الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد كما كانت السفينة تعزفه لحظة الغرق. وفى الساعات الآخيرة من مساء أمس السبت التقت السفينتان وأطلقتا صفارات الإنذار فى نفس المكان والتوقيت الذى أطلقت فيه تايتانيك صفارات الإنذار عقب اصطدامها بجبل الثلج قبالة الساحل الكندي، وأقام الركاب صلوات على ظهر السفينتين. كما أحيا الذين تجمعوا قبالة ساحل" نيوفوندلاند" ذكرى تايتانيك بالوقوف لحظة صمت وإقامة الصلوات وسلسلة من الفعاليات، تهدف إلى إعادة إحياء الحالة التي كانت في السفينة قبل الحادث بأيام. في الولاياتالمتحدة تذكر الأمريكيون الحادث المأساوي على طريقتهم الخاصة، حيث نظمت معارض خاصة قدمت خلالها قطعًا فريدة ترتبط بالكارثة وضحاياها، بما في ذلك قطع أخذت من مكان غرق السفينة. كما شهد هذا العام إعادة بتقنية ثلاثية الأبعاد لفيلم "تيتانيك" الشهير الذى أذهل العالم عام 1997 من بطولة ليوناردو دي كابريو وكيت وينسليت، ومن إخراج المخرج العالمى جيمس كاميرون، وقد انطلق عرض الفيلم فى دور السينما العالمية بتقنية (D-3) بعد ان حقق نجاحا كبيرا ونال 11 جائزة "اوسكار". وفى البرازيل احتفل تون فاسكونسيلوس أشهر طاه في البرازيل بذكرى غرق تايتانيك بتقديم آخر قائمة أطعمة تناولها ركاب السفينة قبل غرقها لزبائن مطعمه الشهير بمدينة "ساو باولو "عاصمة البرازيل الاقتصادية. وذكرت صحيفة " لوفيجارو " الفرنسية أن فاسكونسيلوس أكد أنه لم يجد طريقة أفضل لتخليد ذكرى غرق تايتانيك أفضل من تقديم آخر قائمة طعام قدمت لركاب الدرجة الأولى الممتازة بها قبل غرقها. وأضاف أن قائمة الطعام التي قدمها للحشود التي بدأت تتوافد على مطعمه منذ يومين تضم الأطباق الإحدى عشر التي وفرها مطعم تايتانيك لنحو 337 راكبًا كانوا يشغلون الدرجة الأولى الممتازة على متن السفينة. وكشف فاسكونسيلوس عن أن الأطباق الاحدى عشر لن تكلف الراكب الذي يريد تذوقها سوى ما يساوي 280 يورو فقط (2200 جنيه مصري تقريبا) .كما كشف أن من بين هذه الأطباق التي يقدمها في مطعمه " فروم ذي جالي " محار على الطريق الروسية مطهي بالفودكا وقواقع سان جاك الفرنسية وسمك الصومون بالشامبانيا. يشار إلى أن ما يقرب من 1500 من ركاب تاتياتنيك إضافة إلى طاقم السفينة لقوا مصرعهم عندما غرقت تايتانيك بعد منتصف ليل 14 أبريل 1912 إثر إصدامها بجبل من الجليد في أول رحلة لها عبر الأطلنطي إلى نيويورك قادمة من ثاوثهامبتون بجنوب شرق إنجلترا.