لم يكن الفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، يعلم حين أصدر قرار الإفراج عن المهندس خيرت الشاطر، نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين من المعتقل أنه يمكن أن يكون منافسا له فى يوم من الأيام علي مقعد رئيس الجمهورية. والمفارقة الأخرى أنهما قدما أوراق ترشيحهما فى يوم واحد. شفيق أعلن عزمه الترشح لرئاسة الجمهورية منذ عام تقريبا وبدأ إعداده لذلك اليوم بالكثير من المؤتمرات والجولات ونشر وجهات النظر ، في الوقت الذي تكتم فيه خيرت الشاطر ولم يظهر علي الساحة السياسية طوال الفترة الماضية، إلا بعد ظهور رغبة الإخوان المسلمين في سحب الثقة من حكومة الجنزورى لتعيين خيرت الشاطر رئيس وزرراء وحين لم تفلح جماعة الإخوان في مخططها دفعت به كمرشح لرئاسة الجمهورية رغم تاكيد الشاطر والجماعة خلال الأشهر الماضية عدم ترشيحهم أيا من كوادرهم لرئاسة الجمهورية. وتجلت المفارقة بين المرشحيّن حين ترشح الشاطر منذ أيام فقط ليحضر إلى اللجنة مع آلاف المؤيدين من جماعة الإخوان المسلمين من الإسكندرية إلي أسوان بالإضافة إلي مايقرب من 100 نائب من نواب مجلسي الشعب والشوري، وحشود تكبر وتهلل وتهتف "الشعب يريد الشاطر رئيسا"، بينما يأتي الفريق أحمد شفيق في هدوء شديد مع شبه اختفاء لمؤيديه. دخل الشاطر من الباب الجانبي للجنة وتجنب الإدلاء باي تصريحات إعلامية أو الحديث مع مؤيديه الذين قطعوا المسافات ورفعوا اللافتات مقاومين حرارة الشمس ، يقسمون بولائهم للمرشد أمام المارة من المواطنين، و يصفون جماعة الإخوان المسلمين بأنها أفضل مؤسسة علي الإطلاق. واكتفى الشاطر برسالة بثها عبر موقع حملته الانتخابية تقول: "أشكر الصحفيين والإعلاميين الذين حضروا ولم أستطع التواصل معهم نظرا للزحام الشديد وأعدهم بالتواصل قريبا بإذن الله". وفى الوقت الذي لجأت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة الي استدعاء الشرطة العسكرية لقلقها من الحشود الكبيرة لشباب الاخوان حول مقر اللجنة، رغم مغادرة الشاطر للجنة الانتخابية، جاء شفيق كما لو كان الهدوء الذي يتبع العاصفة وحضر ومعه مايقرب من 63 ألف توكيل وأفراد قليلة من حملته. ودخل شفيق من الباب الأمامي دون الإدلاء بأى تصريحات إعلامية. كان شفيق قد صرح لبوابة الأهرام في اتصال هاتفي مساء الاثنين الماضي بأنه في حالة ترشح اللواء عمر سليمان سيعيد حساباته في ترشحه للرئاسه وقد يستمر أو ينسحب، ولكل حادث حديث، وفيما يتعلق بموعد تقديم اوراقه الي لجنه الانتخابات الرئاسيه، أكد شفيق وقتها أنه لم يحدد بعد موعد تقدمه بأوراق ترشحه. وكان اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهوةرية السابق قد أعلن رسميا قبل ذلك بيوم واحد عدم نيته الترشح لرئاسة الجمهورية. وتحدث محمد قطري المنسق العام لحملة شفيق لبوابة الأهرام عقب دخول شفيق للجنة وكشف عن جزء عن كواليس القدوم بدون ضجة قائلا إن القائمين علي الحملة الانتخابية لم يسعوا لجلب عدد من المؤيدين، أثناء ذهابهم للجنة الانتخابات الرئاسيه لأنهم "مش محدثين نعمة".، فى إشارة غير خافية لما قام به الشيخ صلاح أبو إسماعيل والشاطر. وأضاف قطري: أتينا لنعمل من أجل مصر ونريد للأمور أن تسير بطريقة طبيعية، ولا نريد أن نعطل سير الطريق مشيرا إلي أنه كان من المفترض أن يتقدم شفيق بأوراقه الجمعة 6 إبريل بعد عودته من جولته بالمنوفية، لكن رئيس اللجنة قال له من الأفضل أن تأتى الخميس لأن الجمعة سيكون هناك مرشحون كثيرون، من بينهم أيمن نور وحمدين صباحي. وبعد قضاء قرابة الساعة إلا ربع خرج شفيق من باب اللجنة الرئاسية ليتم محاصرته باسئلة خاصة رأيه فى ترشح خيرت الشاطر وإعلان عمر سليمان عدم ترشحه، وماقاله عمرو موسي عن كونه من النظام السابق، ليخبرهم أن المهندس خيرت الشاطر له الحق المطلق فى الترشح للرئاسة وليس لمخلوق أن يعترض عليه. ولكن شفيق استطرد: الغريب فى الأمر أن جماعة الإخوان المسلمين، قالت إنها لن ترشح أحدًا للرئاسة، وياريت كانت حسبتها بدرى شوية. وحول انسحاب عمر سليمان من سباق الرئاسة، قال: "كنت متوقعًا عدم ترشحه، خصوصا أنه لم يبد رغبة فى ذلك، أو يصرح بشىء فى هذا الأمر". وبخصوص عمرو موسى، قال إنه كان من مؤيدى حكم مبارك لفترة رئاسية جديدة في 2011وليس وصيا علي الشعب. وفي الوقت الذي استخدمت فيه حفصة وسارة ابنتا الشاطر شبكات التواصل الاجتماعي لتعلقا علي قرار ترشيح جماعة الإخوان المسلمين لأبيهما لمنصب الرئيس وهو ما أثار حفيظة الكثير لم تدل بنات شفيق بأي ردود أفعال أو تدخلت أي منهن في الشأن السياسي مهما اشتدت وطأته بالنقد علي أبيهن. وكانت حفصة ابنة الشاطر قد علقت قائلة: إن ابتلاء السجن أحب اليهم من ابتلاء السلطة، وتؤكد أن أباها لم يسع لسلطة وكانها تحاول أن تبرئ ذمة أبيها وجماعة الإخوان المسلمين من رغبتهم الظاهرة في السيطرة علي السلطة وتزيد عليها أختها سارة "اللهم أجرنا في مصيبتنا ".