قبل أن تتحدث لبوابة الأهرام عن ذكرى العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ (مارس الحالي).. ترى أنها كانت وما زالت الأكثر إخلاصا وحبا له كصديق أثَّر فراقه عليها.. لم تكن الفنانة الكبيرة نادية لطفى، تعلم أن من معجبيها من يحتفلون بها وبتاريخها الفنى الطويل على طريقتهم الخاصة، وأن لها على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك " صفحة مليئة بمقاطع من أفلامها وكل ما نشر عنها وتصريحاتها الصحفية رغم ندرتها. سألناها: هل تعلمين بوجود صفحة على "الفيس بوك " باسمك .. فعبرت عن دهشتها، وطلبت من نجلها أحمد أن يقوم بالبحث عنها.. ولأن ذكرى العندليب اقتربت سألنهاها عن سر وجود أغنياته بقوة فى ثورة 25 يناير .. فقالت: عبدالحليم حافظ كان مهتما بكل ماهو وطنى، ولذلك لم يترك حدثا وطنيا إلا وغنى له وقد سمعت أيام ثورة 25 يناير أغنيات عبدالحليم الثورية ومنها "صورة صورة " و"عدى النهار" و"النجمة مالت ع القمر" وغيرها من الأغنيات التى تغنى بها المصريون فى المناسبات الوطنية. وتابعت: كل أغنيات عبدالحليم حتى الوطنية منها تشعرك عند سماعها بأنها تتغنى فى المشاعر والمرأة والحبيبة، ومن هنا عاشت أغنياته، لأنه غنى بإحساس وحب لكل شىء جميل فى هذا الوطن . وعن عدم ظهور مطربين بنفس أهمية العندليب حتى اليوم؟ قالت: هناك مطربون مهمون ليس اليوم فقط بل حتى فى أيام عبدالحليم، فقد كانت هناك أصوات قوية ولها مكانتها، وعبدالحليم لم يكن سر نجاحه وعبقريته فى صوته فقط بل فى إحساسه وقدرته على التعبير عن المواقف بالكلمات والمشاعر. أما عن كيفية احتفالها به فى ذكراه ؟ قالت: كل يوم أحتفل به، وأنا لا انتظر شهر مارس كى أحتفل بعبدالحليم، ومهما قدمت له لن أوفيه حقه، لأنه قدم لى أكثر، وقدم لمصر ولجمهوره أكثر، ولذلك دائما يشعرنا بأن له فضل علينا فعطاؤه كان بلا حدود وظل هذا العطاء حتى رحيله. وعما يتردد فى ذكره دائما من شائعات، يؤكد حقيقتها البعض وينفيها آخرون بزواجه من سعاد حسنى؟ قالت: هذا ما يحزننى دائما، فكأن ذكراه قد اقتصرت على مثل هذه الحكايات، فما هى مشكلة الناس فى أنه تزوج أو لم يتزوج، هل ستتغير صورته لو كان تزوج من سعاد حسنى أو العكس .. كلها حكايات لا تضيف شيئا لمسيرة إنسان رحل وأعطى قبل رحيله للفن ما لم يعطه غيره، وكان الأحرى بمن يرددون مثل هذه الحكايات أن يبحثوا عن سر عبقريته وكيف يستفيدون منها؟ ولكن هم "حاشرين نفسهم فى حياته بشكل أحمق" مع أن زواجه من عدمه لا يقع بضرر على الآخرين. أخيرا .. وبعيدا عن ذكرى العندليب التى تقترب منا .. الثورة المصرية اتسرقت ؟ أجابت نادية لطفي: قلت وما زلت أقول إنها تسرق وأخشى على هذه الثورة التى قام بها خيرة شباب مصر من أن تضيع وعلى الشباب أن يحمى ثورته، ولذلك نبهت وقلت إبدأوا البناء، فهو أفضل وسيلة للخروج بمصر من أزمتها.