أكد المستشار هشام البسطويسي، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، أن أي مرشح رئاسي يتلقى الدعم من خارج الوطن سوف يسقط لا محالة، مشيرًا إلى أنه يصادف مشكلة في تمويل حملته الانتخابية، ومنوهاً إلى رفضه لعروض كثيرة، وأنه يمكن أن يتلقى أموالًا بسيطة من أعداد كبيرة وفي إطار ما يسمح به القانون. رفض البسطويسي - فى حوار مع صحيفة "الوطن" الكويتية - تفسير البعض لتجميد حملته خلال الفترة الماضية، على أنه انسحاب، قائلا إنه فعل ذلك احتراماً للدم الذي سال، إذ لم يكن مقبولًا الحديث عن ترشح في ظل تقديم الكثير من الشباب أرواحهم من أجل حرية الوطن. وكشف في الوقت نفسه النقاب عن سبب عودته مجددًا، مشيرًا إلى أن الانتخابات البرلمانية التي كان هناك خشية من تزويرها تمت بإرادة سياسية كانت حرة ونزيهة، وأن ذلك بعث فيه الأمل مجدداً في إمكانية تصحيح مسار الثورة التي لا تزال تتعرض للاختطاف ومحاولات إجهاضها. أبدى المستشار البسطويسى نائب رئيس محكمة النقض السابق، خشيته من أن تتسبب المادة 28 في تزوير الانتخابات الرئاسية، كونها تحصن قرارات اللجنة العليا المشرفة على هذه الانتخابات من الطعون، واصفاً الذين أشاروا بها على المجلس العسكري كي يضعها في الإعلان الدستوري بأنهم جهلة بالقواعد الدستورية - والجهل يساوي الانحراف، فخطر الجاهل لا يقل عن خطر المنحرف - ولا فرق بينهما وبين المغرضين الذين اعتمدوها في دستور 1971، وقال إن هذه المادة مخالفة للقواعد والأصول الدستورية ولا يجوز أن ينص عليها أي دستور. قدم البسطويسي خلال الحوار التفسير الصحيح لمصطلح "للخروج الآمن للعسكر". وقال إن التفسير الدارج معيب والذي يتمحور حول كيفية إعفائهم من جرائم ارتكبوها، أما المقصود بالخروج الآمن فهو الخروج في أمان من المأزق السياسي أو من التورط في العمل السياسي واللعبة السياسية، وذلك من دون أن يتأثر بإدارته للبلاد بحيث لا يحدث انقسام مثلًا في الجيش أو يحدث استقطاب سياسي في الجيش، إذ لا بد وأن يخرج الجيش أكثر تماسكًا وقوة مما كان، قبل أن يدخل في العملية السياسية. أبدى المستشار هشام البسطويسى موافقته على أن يكون مرشحًا رئاسيًا توافقياً يدعمه مناصرو الثورة، وتتفق عليه كل القوى السياسية، مادام يصب في نهاية المطاف في مصلحة إنجاح الثورة وتنفيذ مطالبها سواء عن طريقي أو بواسطة غيري ممن يمثل الثورة، فالهدف ليس السعي إلى المنصب بل قيادة البلد إلى بر الأمان وتحقيق استقراره والشروع في إعادة بنائه. حذر البسطويسى من محاولات فلول الحزب الوطنى المنحل إفساد الوجه الحضارى لمصر الذى أبرزه الثوار فى أيام الثورة الأولى، وقال إن الشعب أسقط هذه الفلول في انتخابات مجلسي الشعب والشورى، لكنهم لم ييأسوا وما زالوا يحاولون العودة مرة أخرى من خلال انتخابات الرئاسة، ومن خلال محاولة إحداث فراغ أمني وإيجاد حالة من عدم الاستقرار، وتعطيل الفعاليات الاقتصادية، والضغط على الناس اقتصاديًا لكي ينقلبوا على الثورة، وعليه فالمحاولات مستمرة لخطف الثورة وإجهاضها.