انتقادات كثيرة أحاطت بالإعلام الرياضى خلال الأيام الماضية اتهمته بإثارة الفتن بين جماهير الكرة، بالشكل الذي أدى إلى حدوث أزمات كبيرة، منها أحداث استاد بورسعيد بعد مباراة الأهلي والمصري، ويوجه النقاد الرياضيون انتقادات للإعلام الرياضي محملينه جزءًا من المسئولية عن انتشار التعصب. يقول عصام عبد المنعم، الناقد ومقدم البرامج الرياضية: عندما زاد عدد الفضائيات الرياضية أصبحت الأحوال تتدنى حيث يتم اختيار من هو أقدر على الإثارة ليشعل الحرائق ويصبح مثارًا للحديث بين الناس ولم يعد المعيار فى النجاح هو من يقدم رسالة محترمة ولذلك فإن إثارة الفتن مسئول عنها بعض الإعلاميين، وعدم وجود ضوابط مهنية لهؤلاء. وعن الحل يقول عبد المنعم: لابد أن يكون هناك تهدئة عامة من جانب البرامج الرياضية وألا تقلد برامج التوك شو السياسية خصوصًا أن بعض مقدمي البرامج ليست لديهم خلفيات رياضية ولا خلفيات سياسية، ولابد أن يكون الإعلام الجيد هو الموجه للمشاهد، ويستطيع بنفسه نبذ الرديء ويختار الجيد. ويطالب عبد المنعم بالتمسك بالمهنية والشخصية الهادئة بعيدًا عن الانفعالية، لأن مقدم البرنامج يكون مسئولًا عن مشاعر الملايين ولابد من أن ينشر السلام ولا يشعل الحرائق. ويتفق معه كابتن طاهر أبو زيد نجم النادي الأهلي السابق والإعلامي المعروف الذى أشار إلى أن الإعلام الرياضى يمر بأزمة شديدة كالمنظومة كلها، حيث اختلطت الأوراق به وتحكمت فيه المصالح التى تزيد من الفتن قبل وبعد المباراة. وعن رأيه فى المبادئ التى لابد من تطبيقها قال أبو زيد: رأيى سيكون فى منتهى القسوة لأن كل الوجوه بالنسبة لى واضحة ولذلك فلابد من وضع ميثاق مهنى ورقابى ولا نترك كل من يريد آن يقول شيئًا ليقوله بحجة أننا فى زمن الديمقراطية والحرية. ويتساءل محمد عبد الله المذيع بالتليفزيون المصرى: من أعطى هؤلاء الإعلاميين حق توجيه الرأى العام، وأين تعلموا تلك المعايير التى درسناها وتدربينا عليها لسنوات، فلابد من وجود ميثاق شرف لحماية الجماهير من تلك المصالح الشخصية، فكيف يكون عضو اتحاد كرة مقدما لبرنامج رياضى؟ ويضيف عبد الله: كيف يكون الحكم خصمًا فى نفس الوقت، وبنفس الأسلوب كيف يكون مديرًا للعلاقات عامة باتحاد الكرة مقدمًا لبرنامج رياضى ومثله عضو مجلس إدارة بالاتحاد، فمن سيحارب إذاً الفساد الرياضى ومن ينتقده ومن يتحدث عنه، ولذلك فمن الطبيعى أن يكونوا ضيوفًا فى البرامج ولا يقومون بدور المذيع ولابد من تقنين تلك المسألة. ويقول د.عبد الله زلطة، رئيس قسم الإعلام بجامعة بنها: فى الإعلام الرياضى انتقل الضيوف إلى مقاعد المذيعين وكان الأفضل أن يحتفظوا بأماكنهم للإدلاء بآرائهم ولكن أصبح كل من له علاقة بالرياضة يقدم برنامجا بلا مهنية، والنماذج الصارخة كثيرة، وتسببت فى أزمة بين الجزائر ومصر من قبل، وإلهاب مشاعر الجماهير فى مجزرة بورسعيد، والحل فى رأيى الاستعانة بالمؤهلين والدارسين من خريجى كليات وأقسام الاعلام للعمل فى هذا المجال، فمعظم مقدمى البرامج الرياضية لم يقدموا للإعلام الرياضى إلا الفتنة والخراب، ولذلك أطالب بوضع ميثاق شرف يلتزم به الجميع بحيث تتم معاقبة من يتجاوز مهنيا بالمنع من الظهور على الشاشة، ولابد من تطبيقه بشكل حازم خصوصًا فى المرحلة الراهنة التى تشهد انفلاتًا فى كل مجال.