انتقادات كبيرة أحاطت بالإعلام الرياضي خلال الأيام الماضية اتهمته بإثارة الفتن بين جماهير الكرة بالشكل الذي يؤدي إلي أزمات كبيرة , بل وكوارث. فلم يكن مقدمو البرامج الرياضية بعيدين عن أحداث العنف التي أعقبت مباراة الأهلي والمصري بإستاد بورسعيد ومقتل أكثر من75 شخصا وإصابة المئات, بينما كان لغالبيتهم دور في تأجيج المشاعر لدي الجماهير . وهي ليست المرة الأولي التي يوجه فيها هذا الإتهام لهذا الإعلام فقد تكرر نفس السيناريو مع مباراة مصر والجزائر ونجح في خلق حالة من التوتر بين البلدين, فلم يعد مجرد محلل للإحداث, وإنما أصبح مشاركا في صنعه ومبتعدا عن دوره الحقيقي في توجيه الرأي العام ونبذ التعصب الرياضي, فكيف يبتعد هذا الإعلام عن الإثارة وتصعيد الأمور؟ يقول الناقد الرياضي عصام عبد المنعم: عندما زاد عدد الفضائيات الرياضية أصبحت الأحوال تتدني بحثت يتم اختيار من هو أقدر علي الإثارة ليشغل الحرائق ويصبح مثارا للحديث بين الناس ولم يعد المعيار في النجاح هو من يقدم رسالة محترمة ولذلك فإثارة الفتن جزء منه يتحمل مسئوليته الإعلام والجزء الأكبر مناخ عام منفلت فلا توجد حاليا ضوابط في أي شئ, وعن الحل يقول: لابد أن يكون هناك تهدئة عامة من جانب البرامج الرياضية وألا تقلد برامج التوك شو السياسية خاصة أن بعض المقدمين ليست لديهم لا خلفيات رياضية ولا سياسية ولابد أن نصر علي التوجه للمشاهد ما هو جيد فقط حتي يستطيع بنفسه نبذ الردئ ويختار هو الجيد ويطالب بالتمسك بالمهنية والشخصية الهادئة بعيدا عن الإنفعالية لأن مقدم البرنامج يكون مسئولا عن مشاعر الملايين ولابد من أن ينشر السلام ولا يشعل الحرائق. أما الكابتن طاهر أبو زيد الذي تتم الإشادة بأسلوبه لابتعاده عن الإثارة فيتفق معه ويقول: ان الإعلام الرياضي يمر بأزمة شديدة كالمنظومة كلها حيث اختلطت الأوراق به وتحكمت فيه المصالح التي تزيد من الفتن قبل وبعد المباراة وعن رأيه في المبادئ التي لابد من تطبيقها قال إن رأيي سيكون في منتهي القسوة لأن كل الوجوه بالنسبة لي واضحة ولذلك فلابد من وضع ميثاق مهني ورقابة ولا نترك كل من يريد أن يقول شيئا ليقوله بحجة أننا في زمن الديمقراطية والحرية. ويقول محمد عبد الله المذيع بالتليفزيون المصري: أتساءل من أي مدرسة جاء الإعلاميون الرياضيون ومن أعطاهم حق توجيه الرأي العام وأين تعلموا تلك المعايير التي درسناها وتدرينا عليها لسنوات فلابد من وجود ميثاق شرف لحماية الجماهير من تلك المصالح الشخصية فكيف يكون عضو اتحاد كرة مقدما لبرنامج وكيف يكون الحكم خصما في نفس الوقت وكيف يكون مديرا للعلاقات العامة باتحاد الكرة مقدما لبرنامج رياضي فمن سيحارب إذن الفساد في الرياضة ومن ينتقده؟ ويقول د.عبد الله زلطة رئيس قسم الإعلام بجامعة بنها: في الإعلام الرياضي انتقل الضيوف إلي مقاعد المذيعين وكان الأفضل أن يحتفظوا بأماكنهم للإدلاء بآرائهم ولكن أصبح كل من له علاقة برياضة يقدم برنامجا بلا مهنية والنماذج الصارخة كثيرة وتسببت في أزمة بين الجزائر ومصر من قبل وإلهبت مشاعر الجماهير في مجزرة بور سعيد والحل في رأيي الاستعانة بالمؤهلين والدارسين من خريجي كليات وأقسام الاعلام للعمل في هذا المجال فمعظم مقدمي البرامج الرياضية لم يقدموا للإعلام الرياضي إلا الفتنة والخراب ولذلك أطالب بوضع ميثاق شرف يلتزم به الجميع بحيث تتم معاقبة من يتجاوز مهنيا بالمنع من ظهور ولابد من تطبيقه بشكل حازم خاصة في المرحلة الراهنة التي تشهد انفلاتا في كل مجال.