قال مسئولون أمريكيون وأوروبيون إن إدارة أوباما قلقة بشكل متزايد بشأن التصريحات العلنية الاستفزازية لقادة اسرائيل فيما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني لكنها لا تملك أدلة مادية عن اعتزام تل أبيب ضرب إيران خلال الأشهر القليلة المقبلة. وقال المسؤولون ان انعدام اليقين الامريكي ونقص المعلومات بشأن خطط اسرائيل تجاه إيران هي سبب تقييم مثير للقلق للموقف تردد أنه صدر عن وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا. وقال ديفيد ايجناشيوس كاتب الاعمدة في صحيفة واشنطن بوسط المتخصص في الشؤون المخابراتية ان الوزير يعتقد بوجود "احتمال قوي" بأن اسرائيل ستضرب البرنامج النووي الايراني في غضون الاشهر الستة المقبلة -- في ابريل . وقال ثلاثة مسئولين امريكيين يتابعون القضية أنهم يرون أن الولاياتالمتحدة لا تملك معلومات مخابراتية ملموسة ترجح ان اعتزام اسرائيل شن هجوم على إيران في هذا الاطار الزمني أمر محتمل أو يجري الاعداد له. وقال اثنان من المسئولين إن التقييم الأمريكي الحالي للموقف يقول إن اسرائيل تعد منذ شهور خطط طواريء واستعدادات مؤقتة سواء لشن عملية أو للتصدي لأي رد ايراني محتمل . ومع ذلك قال المسئولون إن المؤشرات تدل على أن القيادة الاسرائيلية لم تتخذ بعد قرارا نهائيا بمهاجمة ايران. وقال كين بولاك المسؤول السابق في البيت الابيض ووكالة المخابرات المركزية الذي يتمتع بخبرة في شؤون الخليج ان الزيادة المفاجئة في طرح احتمال قيام اسرائيل بضرب المواقع النووية الايرانية المعروفة للنقاش العام أمر مضلل. واضاف بولاك وهو أيضا مدير مركز سابان لسياسة الشرق الاوسط في مؤسسة بروكينجز "أذا كان امام اسرائيل خيارا عسكريا جيدا لاتخذوه دون ان يتحدثوا عنه. انهم لا يوجهون تحذيرات." وأضاف قائلا "لذا فإن حقيقة أنهم يتحدثون عنه تعني بالنسبة لي معلومة مفادها انهم لا يملكون خيارا عسكريا جيدا." وقال "لا ينبغي علينا أن نستبعد أبدا احتمال حدوث ضربة اسرائيلية كما أن هذه الاحتمالات زادت في الاشهر الاخيرة نتيجة لعدد من العوامل المختلفة. ولكن يوجد العديد من المثبطات التي منعت اسرائيل من القيام بضربة منذ عشرة اعوام." وكان بانيتا غامضا عندما طلب منه صحفيون تأكيد ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست. وأبلغ الوزير صحفيين يرافقونه في رحلة الى اوروبا "في الحقيقة لن اعلق على ذلك." وفي سؤاله عن الخلفية التي بنى عليها بانيتا تصوره قال احد المسؤولين الامريكيين ان قادة اسرائيليين من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك عبروا بشكل متزايد عن قلقهم من أن الوقت قد ينفد امام اسرائيل لمنع إيران من صنع قنبلة نووية. وقال المسئول إن بعض الاسرائيليين أوضحوا أنهم يرون أنه خلال الاشهر الثلاثة إلى الأربعة المقبلة قد تصبح الحاجة ملحة لتحرك اسرائيلي. ولكن رأي الكثير من الخبراء في الحكومة الامريكية يشير إلى أن البرنامج النووي الإيراني الذي توكد طهران أنه مخصص لاهداف مدنية لن يتجاوز على الارجح نقطة اللاعودة في هذا الاطار الزمني. وقبل أيام أدلى جيمس كلابر مدير المخابرات الوطنية بشهادته امام الكونجرس وكرر علانية وجهة النظر القائمة منذ فترة طويلة لدى وكالات المخابرات الأمريكية والقائلة بأن قادة ايران لم يقرروا بعد صنع اسلحة نووية. ويعتقد عدد من الخبراء الغربيين أن إيران ستحتاج عاما على الأقل لبناء سلاح إذا ما قرر قادتها المضي في ذلك. ولكن زعماء وخبراء اسرائيليين يعتقدون انه من الضروري شن هجوم في وقت مبكر اذا ما تعين ضرب البرنامج النووي الإيراني. وحذر وزير الدفاع الاسرائيلي من احتمال ان يتجاوز البحث النووي الايراني قريبا ما وصفه "بمنطقة الحصانة" من اي إعاقة خارجية. ونوه احد المسؤولين الامريكيين الى ان وزير الدفاع الاسرائيلي قال في مؤتمر امني في اسرائيل "ان (عبارة) فيما بعد تعتبر متأخرة للغاية." وقال المسؤول انه يتعين ان يهتم صناع السياسة في امريكا بشأن احتمال قيام اسرائيل بهجوم مبكر لانه "يبدو ان باراك ونتنياهو مصممان على القيام به." وفي يناير كانون الثاني قتل عالم نووي ايراني جراء قنبلة ثبتها رجل في سيارته في خامس هجوم من نوعه خلال عامين. وقال احد المسؤولين الامريكيين انه بينما تملك اسرائيل القدرة العسكرية لتأخير الجهود النووية الايرانية لفترة من الوقت فإن توجيه ضربة قوية وطويلة الاجل للبرنامج الايراني ستحتاج قوة عسكرية اضافية يفترض ان تكون من الولاياتالمتحدة. ولكن ما نسب لوزير الدفاع الامريكي وبيانات اخرى من ادارة اوباما يشير الى ان البيت الابيض يركز على اثناء اسرائيل عن اتخاذ أي اجراء وأنها ستنأى بنفسها عن أي ضربة اسرائيلية إذا ما فشل الاقناع. ومن شأن توجيه ضربة لايران ورد ايراني محتمل قد يشمل محاولات لإغلاق مضيق هرمز الحيوي في نقل النفط أن يضرب بشدة الاقتصاد الأمريكي ويهدد فرص الرئيس الامريكي باراك أوباما في الفوز بفترة رئاسية ثانية. وقد يتعرض أوباما أيضا لضغط داخلي لدعم التحركات الاسرائيلية. وقال المسؤول إن الولاياتالمتحدة "غير متحمسة بشأن الاشتراك مع اسرائيل أو أن تكون جزءا من أي شيء في هذه المرحلة." وقال محلل دفاعي أوروبي على دراية بمعلومات مخابراتية سرية أن رغم أن التصرفات الايرانية يمكن توقعها بدرجة ما فإن انعدام اليقين الذي تواجهه الولاياتالمتحدة وحلفاؤها ينبع من الموقف الاسرائيلي.