مسجد عمر مكرم، أحد المعالم الرئيسية فى ميدان التحرير بوسط القاهرة، يتعدى دوره كونه مسجدًا تقام فيها الصلوات، فكان المركز التعلميمى الملحق به، يقدم دورات تعليمية للطلبة بأجر رمزى، وقاعات المناسبات به كانت المفضلة لكثيرين لإقامة مناسباتهم.. لكن بعد الثورة تقلص نشاطه ليقتصر على الصلوات، بسبب المظاهرات والاعتصامات المتكررة بالميدان.. يحمل المسجد اسم أحد رموز الحركة الوطنية المصرية وهو الزعيم عمر مكرم، وبأمر الثورة وتباعاتها، توقف نشاط دار المناسبات، لم تعد تقام فيه سرادقات العزاء، وتحول نشاط الدار إلى مستشفى ميدانى لعلاج المصابين من المتظاهرين. وعن ذلك يقول المهندس محمد عبدالمولى، الأمين العام للجنة العليا للخدمات الإسلامية بوزارة الأوقاف، والمسئول عن الخدمات المقدمه فى مسجد عمر مكرم وغيره من مساجد الوزارة: إن مسجد عمر مكرم قبل ثورة 25 يناير كان يقدم خدمات عامة من خلال مركز تعليمى يقدم دورات دراسية ولغات وكمبيوتر للطلبة بأجر رمزى ومن خلال دار المناسبات التى يتم تأجيرها لإقامة سرادقات العزاء وهى مكونة من قاعتين إحداهما القاعة الكبرى للرجال وإيجارها فى الليلة كان ثلاثة آلاف جنيه، والقاعة الصغرى للسيدات وإيجارها ألف جنيه، أى اجمالى سرادق عزاء الليله أربعة آلاف جنيه، ويكون ذلك بالحجز المسبق، وكانت هذه القاعات تدر دخلا بملايين الجنيهات فكانت تؤجر يوميًا أو يوم ويوم حسب الظروف، ومعظم الشخصيات العامة وكبار رجال الدولة أقامت عزاؤها فى عمر مكرم. ويضيف: كنا نستخدم العائد الذى تدره دار المناسبات وهى تقدر بالملايين سنويا فى أنشطة خيرية مثل إنشاء مستوصفات ومساعدة مرضى وتجهيز دور مناسبات أخرى فى القرى والنجوع على مستوى الجمهورية وذلك من خلال اللجنة العليا للخدمات الاسلامية المكلفه من وزارة الأوقاف بإدارة أنشطة مسجد عمر مكرم وغيره من المساجد التابعه للوزارة. ومنذ اندلاع ثورة 25 يناير توقف نشاط دار المسجد، فمن غير المعقول أن يفكر شخص فى إقامة عزاء وسط هذا الجو المشحون والمتوتر بالميدان، ومنذ 18 نوفمبر الماضى، تم تخصيص قاعتى العزاء من جانب المتظاهرين وتحويلهما لمستشفى ميدانى لعلاج المصابين، وقال الشيخ مظهر شاهين أمام وخطيب المسجد: اضطررنا لذلك لأننا لا نستطيع الوقوف أمام المتظاهرين. ويضيف المهندس محمد عبدالمولى: توجد كميات كبيرة من الأدوية والتجهيزات الطبيه داخل القاعتين، وسيظل الوضع على ماهو عليه ولانستطيع اتخاذ أى موقف فى الوقت الحالى وبالطبع خسارتنا كبيرة تقدر بملايين الجنيهات نتيجة فقد العائد الذى كانت تدره الدار من تأجيرها وأيضا خسائر بسبب التلفيات التى لحقت بالقاعتين وللفرش الموجود بهما، وسنحتاج بعد استقرار الأوضاع لأربعة ملايين جنيه؛ لكى يتم إعادة القاعتين لما كانتا عليه وتجديدهما.