قتل أربعة أشخاص وأصيب 39 آخرون بجروح اليوم الأربعاء في اعتداء انتحاري تبناه تنظيم داعش الإرهابي، واستهدف مجمع المحاكم في مصراتة، ثالث كبرى مدن ليبيا. حصل الاعتداء في "مجمع المحاكم"، وهو مبنى يقع في وسط مصراتة ويجمع المؤسسات القضائية في المدينة الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة النافذة التي ساندت حكومة الوفاق الوطني في العملية التي أفضت إلى خروج مدينة سرت الساحلية من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية في ديسمبر عام 2016. وأفادت وكالة الأنباء الليبية أن الاعتداء تزامن مع وصول موقوفين إسلاميين متطرفين الى المجمع، حيث كانوا سيمثلون أمام النيابية العامة. وأكد المتحدث باسم القوات الموالية لحكومة الوفاق العميد محمد الغصري، "أن مجموعة تتكون من ثلاثة أشخاص تابعين لتنظيم الدولة الاسلامية - داعش - قاموا صباح هذا اليوم بعملية انتحارية استهدفوا من خلالها مجمع المحاكم في مدينة مصراتة". وأضاف أن الثلاثة نزلوا من سيارة، فتجح واحد منهم في الدخول إلى المبنى حيث فجر نفسه فيما "قتلنا الثاني وأوقفنا الثالث". وتبنى تنظيم داعش الإرهابي، عبر وكالة أعماق الدعائية التابعة له على تطبيق "تلغرام"، الهجوم قائلاً: إن "انغماسيين من الدولة الإسلامية يقتحمون مجمع المحاكم، أحد أبرز معاقل حكومة الوفاق في مدينة مصراتة". وأفاد مستشفى مصراتة المركزي أن عدد الجرحى بلغ 39. وقالت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني أن قوات الأمن والجهاديين تبادلوا إطلاق النار لمدة 20 دقيقة بعد الانفجار. وتُعد فصائل مصراتة، الواقعة على بعد نحو 200 كيلو متر شرق طرابلس، الأفضل تسليحًا إذ أنها تمتلك طائرات من طراز "ميغ" ومروحيات هجومية. ودان المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا غسان سلامة، الموجود في البلاد منذ الثلاثاء، الاعتداء على مجمع المحاكم في مصراتة وقدم تعازيه إلى عائلات الضحايا وتمنى الشفاء العاجل للجرحى. ونقلت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا على حسابها على موقع "تويتر" عن سلامة قوله إن "الاعتداءات على المدنيين، من ضمنهم موظفي المؤسسات القضائية، هي انتهاك لحقوق الإنسان وللقوانين الدولية". وتسود ليبيا فوضى مستمرة منذ الإطاحة بالرئيس السابق معمر القذافي عام 2011. وتتنازع السلطة حاليا في البلاد الغارقة في الفوضى وانعدام الأمن، سلطتان هما حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأممالمتحدة والمستقرة في طرابلس، وحكومة غير معترف بها دوليًا في شرق ليبيا على بعد أكثر من ألف كلم من العاصمة طرابلس، بدعم من المشير خليفة حفتر. وشن الجيش الأمريكي الشهر الماضي سلسلة من الضربات الجوية على مواقع التنظيم المتطرف في ليبيا، ما أدى إلى مقتل 17 شخصًا في 22 سبتمبر في معسكر صحراوي على بعد 240 كلم جنوب شرق سرت. وفي أغسطس، تبنى تنظيم داعش اعتداء ذُبح خلاله 11 شخصًا قرب نقطة تفتيش تديرها القوات الموالية للمشير خليفة حفتر.