تَصْدُر مجلة "السياسة الدولية" فى عددها الجديد (210)، في الأول من أكتوبر 2017، حاملة بين دفتيها مناقشات أكاديمية معمقة وثرية حول القضايا البارزة على الصعيدين الإقليمي والدولي، خاصة ما يتعلق بمكافحة إرهاب ما بعد "داعش"، أو سبر أغوار التحديات التنموية التي تواجه الدولة القومية، في ظل المشروعات التنموية المتنافسة، والصراعات الجيوسياسية، فضلا عن طرح اتجاهات جديدة تتعلق بكيفية صناعة الدولة لعلامتها الوطنية، كجزء من عملية تحسين سمعتها وصورتها في التفاعلات الدولية. لم يكتف العدد الجديد بتلك القضايا، بل ضم كذلك أبوابا وقضايا أخرى عديدة، من قبيل شخصية العدد حول المفكر السياسي د. مصطفى الفقي، إضافة إلى تناول المجلة لتفاعلات بارزة على الساحتين الإقليمية والدولية، منها ما يتعلق بالفضاء الإلكتروني، ونزع السلاح، ومجلس التعاون الخليجي، فضلاً عن الجزائر، وإيران، وليبيا، وكوريا الشمالية، والتنافس الدولي على إفريقيا، والتجربة السنغافورية في التنمية، وغيرها. في افتتاحية العدد الجديد، تناول أ. أحمد ناجي قمحة، رئيس تحرير المجلة، زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، محاولًا استكشاف ما وراء تلك الزيارة من معان، ورموز، وتحديات، في إطار مساعي الدولة المصرية لاستعادة مكانتها في إدارة التفاعلات الدولية والإقليمية، عبر إعادة تصنيع علامتها الوطنية، انطلاقا من ثوابت السياسة الخارجية لمواجهة أزمات النظام الدولي. ضم قسم المقالات في العدد الجديد للمجلة ثلاث قضايا تشغل الساحة الإقليمية، إذ تنوعت ما بين أسئلة التغيير الحتمي المطروحة أمام مجلس التعاون الخليجي عقب أزمة مقاطعة الدول الأربع ( مصر، والسعودية ، والإمارات، والبحرين) لقطر، وتحليل إستراتيجية الجزائر كقوة أمنية في شمال إفريقيا لمواجهة التهديدات اللادولتية في الجوار الإقليمي، إضافة إلى استشكاف المسارات التي يمكن للتعليم من خلالها أن يسهم في استعادة قوة مصر الناعمة، في لحظة تاريخية مليئة التحديات التي تهدد أمنها القومي. واحتفالا بمرور أكثر من أربعة عقود على حرب أكتوبر 1973 ناقش القسم الخاص في المجلة "حرب أكتوبر والفكر العسكري المصري" وقضايا مثل: الإبداع الفكري الذي سطرته هذه الحرب، وفلسفة التسليح في القوات المسلحة المصرية، وطبيعة قوة العنصر البشري في معادلة القوة العسكرية، فضلاً عن محاور الاستعداد الإستراتيجي لحرب أكتوبر. أيضًا، ضم هذا القسم مائدة مستديرة عقدتها مجلة السياسة الدولية، ربطت خلالها بين سباقات التسلح الراهنة وتأثيراتها في التوازنات الإقليمية والدولية. في الوقت نفسه، تطرق قسم "قضايا السياسة الدولية"، الذي حمل تقديمه عنوان "الارتداد نحو التقليدية"، إلى تحليل أبرز الأزمات على الساحتين الإقليمية والدولية، وفي قسم شخصية العدد، الذي تقدمه المجلة للقراء للاستفادة من الطروحات الفكرية والعملية للخبراء والأكاديميين، وقع الاختيار على المفكر السياسي الأستاذ الدكتور مصطفى الفقي وحواره الذي أجراه معه فريق تحرير مجلة السياسة الدولية في مكتبة الإسكندرية. ومع تصاعد أهمية العوامل الثقافية والهوياتية في العلاقات الدولية، ناقش ملحق "اتجاهات نظرية" في عدده الجديد قضية "صناعة العلامة الوطنية للدولة" في الوقت نفسه، يناقش ملحق "تحولات إستراتيجية" قضية ذات أهمية قصوى تتعلق ب"المشاريع التنموية المتنافسة". وطرح الملحق جملة من الموضوعات المعمقة التي تمس المنافسات التنموية الإقليمية، كتحدي التنمية العصية للدولة العربية، وإمكانات التعاون المهدرة في منطقة حوض النيل، وكذلك حدود التنافس والتكامل بين المناطق اللوجيستية في الشرق الأوسط. وتطرق أيضًا إلى مدى قدرة الشرق الأوسط على اللحاق برهان المراكز المالية عابرة للحدود، وكذا المساحات المتقاطعة للصراع والتعاون في فضاء الطاقة بالإقليم. .