يعقد نادي كتاب الدار المصرية اللبنانية، في السابعة مساء الثلاثاء المقبل، ندوة لمناقشة رواية عزت القمحاوي "يكفي أننا معًا"، بمكتبة القاهرة الكبرى، في مقرها الكائن ب 15 شارع محمد مظهر بالزمالك . خرجت رواية "يكفي أننا معًا" للنور مواكبة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، وصدرت منها طبعتان حتى الآن. وتمثل الرواية انعطافة جديدة في كتابة القمحاوي، من حيث الموضوع ولغة السرد، حيث يقدم في لغة تبدو بسيطة قصة حب بين كهل في الستين وشابة في السابعة والعشرين. تدور أحداث الرواية حول المحامي جمال منصور المتخصص في قضايا الأحوال الشخصية الذي كان يتهيأ لشيخوخة مستوحدة، بعد أن أوشك على تزويج إخوته، الذين تولى مسئوليتهم بعد وفاة والدهم، وحسب كل المفاجآت التي يمكن أن تقابله في شيخوخته، حتى تكاليف جنازته وضعها في اعتباره، لكن القدر كان يخبئ له مصيرًا مختلفًا عن ذلك الانسحاب الهادئ الحزين الذي أعد نفسه له، فذات ليلة طرقت باب مكتبه خديجة البابي التي تعد أطروحة دكتوراه حول عمارة المحاكم وعلاقتها بفكرة العدالة. لم تكن الزيارة سوى حجة للقاء المحامي الذي أغرمت بحضوره القوي أثناء ترددها على المحكمة من أجل دراستها. الفتاة النحيفة التي لها وجه طفلة تعرف ما تريد، والمحامي الكهل تلقى قبلة الحياة بفرح ينغصه التردد والخجل من فارق العمر بينهما، وتخطط خديجة لكي يقوما برحلة معًا إلى جزيرة كابري الإيطالية، في محاولة أخيرة، لأن الحب الذي لا تنقذه إيطاليا محكوم عليه بالفشل. فارق العمر والمستوى الاجتماعي بين جمال وخديجة، ليس الميزان الوحيد بينهما، فهناك جانب آخر من التكافؤ والتناسب يستشعره قارئ الرواية. الرجل البعيد عن الوسامة يستمد جماله من بلاغته التي تمنحه الهيبة والنجاح في عمله، وهو قارئ نهم للأدب والفكر، والفتاة التي تبدو طفلة خبيرة بتاريخ الفن. وتبدو حواراتهما مباراة معرفية في اللغة والبلاغة وعلاقتها بالعدالة، والفنون الجميلة ونقدها. تجري أحداث الرواية بين القاهرة وروما وكابري، وفي كل مرة يبدو المكان بطلاً يلقي بظلاله على العلاقة العذبة والهشة في آن معًا.