حالة خاصة من العشق، تلك التي جمعت بين جماهير الكرة المصرية، والجنرال محمود الجوهري أبرز مدرب في تاريخ الكرة المصرية على الإطلاق، والذي تحل اليوم الأحد 3 سبتمبر الذكري الخامسة لرحيه. محمود نصير يوسف الجوهرى من مواليد عام 1938، وأحد المشاركين فى حرب أكتوبر 73، يحتل مكانة كبيرة في قلوب عشاق كرة القدم فى مصر والوطن العربي، ويحفل سجله بالعديد والعديد من الإنجازات والألقاب. الاعتزال المبكر لم يقض الجوهري وقتًا طويلًا في الملاعب، إذا تعرض لإصابة في الركبة أجبرته على الاعتزال المبكر، إلا أن مشواره القصير كلاعب والذي بدأه في النادي الأهلي عام 1955 لم يخل من الإنجازات، إذ توج من منتخب الفراعنة ببطولة الأمم الإفريقية 1957 وحصل على لقب هداف البطولة، كما شارك مع منتخب مصر في أولمبياد روما 1960. بداية النجاح والعشق بدأت قصة النجاح والعشق الطويلة بين الجوهري وجماهير الكرة المصرية، بعد عامين فقط من توليه مهمة مع منتخب مصر فى سبتمبر 1988، حيث قاد الفراعنة للوصول إلى نهائيات كأس العالم 1990، للمرة الثانية بعد غياب استمر 56 عاما كاملة منذ مونديال 1934، وبعدها لم يتمكن الفراعنة من الوصول إلى النهائيات حتى الآن. وقبلها بدأ الجوهرى مسيرته التدريبية مع النادى الأهلي، خلال الفترة من 1982 إلى 1984، حيث قاده للفوز ببطولة إفريقيا للأندية أبطال الدورى عام 1982، وذلك بعد تغلبه على كوتوكو الغاني، إلى جانب بطولة الدورى المصري، وبطولتين لكأس مصر. حسام حسن: والدي الروحي كان حسام حسن أكثر لاعبي جيله تأثرًا بالجوهرى، ويقول المدير الفني للنادي المصري البورسعيدي عن الجوهري: هو والدي الروحي، وقف جانبي طوال مسيرتي كلاعب وتعلمت منه الكثير، وقف بجانبى فى كأس العالم، فى احترافي، وساندني وقت انتقالى للزمالك، وخلال فترة عدم تسجيلى وفترات إصاباتي، أدين لهذا الرجل بكل ما وصلت إليه. مدير فني بقرار جمهوري ولم تخل مسيرة الجوهرى من الإخفاقات، منها الهزيمة الثقيلة أمام اليونان 1 6 وديًا عقب مونديال 1990، ليتم إقالته من تدريب المنتخب قبل أن يعود من جديد، بقرار جمهورى لأول مرة في تاريخ كرة القدم المصرية، فى عام 1992، خلفًا لفايتسا الألماني، بعد إخفاق المنتخب فى دورة الألعاب الإفريقية، ليقود مصر فى العام نفسه إلى الفوز ببطولة كأس العرب فى سوريا، بعد تغلبه على السعودية 3 2 فى المباراة النهائية. وبعد الإخفاق فى التأهل إلى نهائيات كأس العالم 94، بسبب واقعة زيمبابوى الشهيرة، قرر الجوهرى الاستقالة من تدريب المنتخب المصري. مجدي طلبة: ندمان على الفرصتين ويبدي مجدى طلبة نجم منتخب مصر السابق ندمه على فرصته الضائعة في مباراة زيمبابوي قائلًا: فى تلك المباراة التى أقيمت بفرنسا، كنا نحتاج للفوز للفوز بأي نتيجة لمواصلة مشوار تصفيات كأس العالم 1994.. وتهيأت أمامي الكرة بالقرب من المرمى، وخشيت من تكرار الخطأ الذي ارتكبته أمام هولندا بتسديد الكرة العالية بقدمي، فارتكبت خطأ أكبر بتسديد الكرة المنخفضة برأسي، وبالطبع ضاعت الفرصة، وما زلت أندم على هاتين الفرصتين كلما تذكرتهما. أهلاوي في تدريب الزمالك وكعادته في التغريد خارج السرب، تولى الجوهرى تدريب نادى الزمالك، عام 1993، وخلال موسم واحد فقط “93 94”، نجح فى بطولتين للأبيض، الاولى بطولة الأندية الإفريقية أبطال الدوري، بعد غياب استمر 7 سنوات، وبطولة كأس السوبر الإفريقى للمرة الأولى فى تاريخ القلعة البيضاء على حساب الأهلى فى اللقاء الشهير بجوهانسبرج، ولم يستمر الجوهري مع الزمالك كثيرًا بسبب الخلافات مع الإدارة. وخاض الجوهري تجربة قصيرة في الإمارات عام 1996 لم تخلو من الإنجازات، حيث تولى القيادة الفنية لفريق الوحدة لمدة عام واحد، نجح خلاله فى الفوز بلقب كأس الإمارات. وفي عام 1997 تولى الجنرال القيادة الفنية لمنتخب عمان لمدى عام واحد أيضًا. إنجاز بوركينا وعاد الجنرال محمود الجوهري إلى منتخب مصر من جديد عام 1998، بعد البداية السيئة للفراعنة، فى تصفيات كأس العالم تحت قيادة الخطيب وفاروق جعفر، وتحسنت النتائج مع الجوهري، لكنه لم ينجح فى التأهل لنهائيات المونديال، لكنه حقق مفاجأة كبيرة ونجح فى حصد بطولة أمم إفريقيا 1998، برغم تصريحه الشهير قبل البطولة: “المنتخب المصرى قد يحتل المركز الثالث عشر فى تلك البطولة”. هاني رمزي: لم يكن مدربًا عاديًا ويقول هانى رمزي، نجم منتخب مصر السابق والمدير الفنى لنادي الاتحاد السكندري عن تلك البطولة: لم يكن الجوهري مدربًا عاديًا، فإستراتيجيته في التدريب لم تكن تعتمد على الجوانب الفنية والتكتيكة فقط،، فقد كان يهتم كثيرًا بالنواحي النفسية للاعبين وتهيئة المناخ المناسب لهم، وفي بوركينا فاسو 1998 كان مقر الإقامة سيئًا للغاية، كنا نقطن في أكواخ بدائية، وكانت الأجواء صعبة للغاية، ولكن الجنرال تعامل مع الأمر بحكمة، ونجح في تحويل إحباط اللاعبين إلى حماس كبير، عبر تخصيص مكافأة مالية لمن يحسن ترتيب الكوخ الذي يقطن فيه، وبالفعل تبارى اللاعبون في ذلك، وتغلبوا على الأجواء الصعبة، وتمكنا في النهاية من حصد اللقب. وبرغم الإنجاز الكبير فى أمم إفريقيا 1998، فإن الهزيمة الثقيلة 15 أمام منتخب السعودية فى بطولة كأس القارات بالمكسيك 1999، أطاحت بالجوهرى مجددا من تدريب الفراعنة. وفى عام 2000، عاد الجوهرى لتدريب منتخب مصر بناءً على طلب الجماهير، بعد تجربة فاشلة لجيرارد جيلى، ولم ينجح الجوهرى فى قيادة المنتخب فى تصفيات كأس العالم 2002، كما خرج من الدور بنهائيات أمم إفريقيا أمام الكاميرون، لتنتهى قصة سطر خلالها الجنرال إنجارات كبيرة مع منتخب بلاده. سمير عدلي: المدرب الأكثر تنظيمًا والتزامًا وكان سمير عدلى المدير الإدارى السابق لمنتخب مصر واحدًا ممن ارتبطوا كثيرًا بمحمود الجوهري، ويقول عن الجنرال: الجوهرى كان من أكثر المدربين الذين عاصرته في حياتي تنظيمًا والتزامًا، كان يهتم بتسجيل كل المباريات، ويجمع اللاعبين والجهاز الفني في منزله للتعلم من أخطاء المباريات السابقة.. وكان يسجل أيضًا مباريات المنافس الذي سنواجهه، ويشرح نقاط القوة والضعف لهذا المنافس، وسبل مواجهتها. النجاح الأخير خارج الوطن وبدأ الجوهرى رحلة التدريبية الأخيرة فى عام 2002، وحقق أيضًا نجاحًا كبيرًا، ولكن هذه المرة خارج مصر عندما تولى تدريب المنتخب الأردني، وبنى فريقًا قويًا، وحقق إنجازًا كبيرًا بوصول منتخب الأردن إلى نهائيات أمم آسيا فى الصين عام 2004، لأول مرة فى تاريخه، كما واصل الإنجازات خلال البطولة، صعد بالنشامي إلى دور الثمانية، إلا أن الحظ لم يسانده للنهاية، وخرج أمام اليابان بضربات ترجيح غريبة لن ينساها الكثيرون.