تحل اليوم الذكرى الثلاثون لرحيل رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي (1937 - 29 أغسطس 1987)، حيث أطلق شاب مجهول النار عليه في 22 يوليو عام 1987م فأصابه تحت عينه اليمنى، ومكث في غيبوبة حتى وفاته. وتشكل واقعة اغتياله سرا وغموضا حتى يومنا هذا، إذ أعلنت الشرطة البريطانية، اليوم الثلاثاء، أنها تنشد معلومات جديدة بشأن مقتل الفنان الفلسطيني، وتدعو شرطة لندن حاليا أي شخص لديه معلومات بشأن عملية الاغتيال، بخاصة ما يتعلق بالمشتبه بهما الرئيسيين، التي لم تتمكن من تحديد هويتهما، إلى أن يقدم لها هذه المعلومات. تقلب "بوابة الأهرام" في تاريخ المبدعين الذين دفعوا ثمن أفكارهم التي تبنّوها. ففي وطننا العربي، المثقف إما أن يُقتل أو يُسجن إن خرج عن سياسة النظام الحاكم في عصره، أو مست أفكاره الجماعات المتشددة المتطرفة، ومن أمثال هؤلاء؛ ناجي العلي، ونجيب محفوظ، وناهض حتر، وفرج فودة، وغسان كنفاني، وغيرهم. في أكتوبر 1995، طُعن أديبنا الكبير نجيب محفوظ في عنقه على يد شابين قررا اغتياله لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته المثيرة للجدل "أولاد حارتنا"، وهي رواية بدأ في 21 سبتمبر 1950 نشرها مسلسلةً في جريدة الأهرام، ثم توقف عن النشر في 25 ديسمبر من العام نفسه بسبب اعتراضات هيئات دينية بسبب ما سموه "تطاولًا على الذات الإلهية". لم تُنشر الرواية كاملة في مصر في تلك الفترة، واقتضى الأمر ثماني سنين أخرى حتى تظهر كاملة في طبعة دار الآداب اللبنانية التي طبعتها في بيروت عام 1967. وأعيد نشر "أولاد حارتنا" في مصر في عام 2006 عن طريق دار الشروق. وفي الثامن من يوليو عام 1972، اغتال الموساد الكاتب والصحفي الفلسطيني غسان كنفاني، وهو لا يزال في السادسة والثلاثين من عمره، وقتلت معه ابنة أخته لميس ذات التسعة عشر عامًا. وكانت جولدا مائير قد أصدرت تعليمات بتصفيته إلى جانب وديع حداد، وكمال عدوان، وكمال ناصر، وأبو يوسف النجار، وبسام أبو شريف، وأنيس الصائغ. وتُعد أعمال كنفاني التي تتصدرها "عائد إلى حيفا" و"رجال في الشمس" و"أرض البرتقال الحزين" صرخة عالية للمقاومة الفلسطينية، ومن أول الأعمال التي غاصت في قلب المخيمات واخترقت قلوب وعقول الفلسطينيين المنكوبين ورسمت أحاسيسهم وانفعالاتهم التي كتبتها دماء ذويهم. وفي 8 يونيو 1992 قبيل أيام من عيد الأضحى، اغتيل المفكر فرج فودة، حيث انتظر شابان من الجماعة الإسلامية، هما أشرف سعيد إبراهيم وعبد الشافي أحمد رمضان، على دراجة بخارية أمام الجمعية المصرية للتنوير، بشارع أسماء فهمي بمصر الجديدة حيث مكتب فرج فودة، وانطلق أشرف إبراهيم بالدراجة البخارية وأطلق عبد الشافي رمضان الرصاص من رشاش آلي فأصاب فرج فودة إصابات بالغة في الكبد والأمعاء، بينما أصاب صديقه وابنه إصابات طفيفة، وانطلقا هاربين. ناهض حتر (1960 – 25 سبتمبر 2016) هو كاتب وصحفي يساري أردني ولد لعائلة مسيحيّة تنحدر من مدينة الفحيص القريبة من العاصمة عمان، خريج الجامعة الأردنية قسم علم الاجتماع والفلسفة، ماجستير فلسفة في الفكر السلفي المعاصر. سجن مرات عديدة أطولها في الأعوام 1977 و1979 و1996. تعرض لمحاولة اغتيال سنة 1998 أدت به إلى إجراء سلسلة من العمليات الجراحية. اضطر لمغادرة البلاد لأسباب أمنية إلى لبنان سنة 1998. وكان مقيماً في عمان قبيل اغتياله. له عدة إسهامات فكرية في نقد الإسلام السياسي، والفكر القومي والتجربة الماركسية العربية. إسهامه الأساسي في دراسة التكوين الاجتماعي الأردني. في 25 سبتمبر، اغتيل حتر، إذ قالت صحيفة "الغد" الأردنية إن قاتل ناهض حتر كان يرتدي "دشداشة" وهو ذو لحية طويلة. المعلومات الأولوية التي لم يتم تأكيدها بشكل رسمي تشير إلى أن الفاعل أردني من مواليد العام 1967 يدعى رياض عبد الله.. وهو قيد التحقيق الآن، واغتيل على أثر منشور على صفحته بموقع الفيس بوك، تهكم فيه على فكر الدواعش.