قال الشاعر والناقد المسرحي جرجس شكري، إن كتابه "لينين الرملي.. رجل المسرح "، والصادر حديثًا عن المركز القومي للمسرح. يلقي نظرة شاملة على حياته وأعمال هذا الكاتب الكبير وخاصة المسرحية بالتفصيل سواء من خلال القراءة أو مشاهدة المسرحيات منذ تسعينيات القرن الماضي. ويقسم المؤلف أعماله في الكتاب إلى أربعة مراحل؛ الأولى أطلق عليها "مغامرة المسرح التجاري"، وبدأت من 1974 واستمرت حتى 1980 ولكن لم ينقطع تعامله مع المسرح التجاري بعد ذلك، وقدم خلال هذه المرحلة "إنهم يقتلون الحمير، انتهي الدرس يا غبي، علي بيه مظهر، مبروك ، حاول تفهم يازكي ، نقطة الضعف، سك على بناتك " والأخيرة من إخراج فؤاد المهندس. ويتصوّر "شكري"، أن هذه المرحلة التي أطلق عليها "مغامرة المسرح التجاري"، حاول فيها لينين الرملي اكتشاف نفسه وتجريب كل أشكال الدراما في الكتابة، ولو استمر لينين في هذه المرحلة لكان كغيره من كتاب المسرح التجاري في تلك المرحلة، لكنه كاتب موهوب وصاحب رؤية ومشروع مسرحي منذ أعماله الأولى، لذلك كان من الطبيعي أن يتجاوزها رغم الشهرة والأضواء. أما المرحلة الثانية - بحسب تصنيف "شكري" في كتابه - فبدأت من 1980 وحتى 1991 بين لينين الرملي وزميله في معهد الفنون المسرحية محمد صبحي بتأسيس فرقة ستوديو 80 وقدمت هذه الشراكة ست مسرحيات كلها من تأليف الأول وإخراج وبطولة الثاني وهي" المهزوز، أنت حر، الهمجي ، تخاريف، وجهة نظر ، بالعربي الفصيح". إذ يصف "شكري" هذه المرحلة بالثرية، كونها جسدت وأنتجت نموذجًا حيًا للمسرح المستقل، بعيدًا عن مسرح الدولة، وجاءت المرحلة الثالثة في مسرح الدولة، وبدأت بمسرحية عفريت لكل مواطن، وتلاها مسرحية أهلاً يا بكوات في المسرح القومي وتوالت أعماله في مسرح الدولة الذي ذهب إليه نجمًا كبيرًا بعد أن حقق نجاحًا مدهشًا خارج المؤسسة الثقافية الرسمية. ويمارس في المرحلة الرابعة؛ هوايته كرجل مسرح من خلال فرقة ستديو 2000 التي أسسها مطلع القرن الحالي مع مجموعة من الهواة وقدم عددا كبيرا من المسرحيات مخرجًا ومؤلفًا. ويقول المؤلف في هذا الكتاب "حياة لينين الرملي وأعماله تؤكد أنه رجل مسرح وليس فقط كاتباً مسرحياً، بل "مسرحجي" إخلاصه الأول والأخير لفن المسرح كفعل على خشبة المسرح مع الممثلين والعناصر الأخري وليس كنص أدبي للقراءة، فهو يكتب العرض المسرحي وليس النص المسرحي، وفي أعماله لم يهتم لينين الرملي بالتراث سواء على مستوى الشكل أو المضمون لم يهتم بالأيدلوجيا، أو قضايا المسرح التى تم طرحها للمناقشة ، فقط كان اهتمامه باللعبة المسرحية علي خشبة المسرح من خلال الإنسان، ولايخلو اختياره للكوميديا ومسرح القطاع الخاص من دلالة في بداية حياته المسرحية . ويخلص المؤلف في نهاية الكتاب وتحت عنوان "كلمة أخيرة" أن لينين الرملي أخلص لفن المسرح وخضع لكل شروط العرض المسرحي وتقريبًا، لم ينشر سوى نصين قبل العرض، أما النصوص الأخرى فقد نشرت بعد اختبارها واكتمالها على خشبة المسرح من خلال العرض، لقد كتب حوارًا وتخيل شخصيات من أجل خشبة المسرح. من أجل أن تتحرك وتحيا في هذا الفضاء وفي مواجهة الجمهور، وليس من أجل جماليات اللغة، والأدب المسرحي، ليس من أجل الفكر أو السياسة، أو قضايا الأمة، وإن كان قد تناول كل هذا في أعماله، ولكن الأولوية كانت لفن المسرح، لاكتشاف المواهب الجديدة من الممثلين، وإنشاء فرقتين الأولى عام 1980، والثانية عام 2000، وفتح شباك تذاكر، ليتغيير من خلال هذه المفردات مفهوم مسرح القطاع، وبدلًا من الكوميديا الرخيصة، يناقش قضايا اللحظة الراهنة وهموم الإنسان وأسئلته من خلال الكوميديا الجماهيرية. رجل المسرح