بعد انتقادات عنيفة طالت، لعدم إدانة القوميين البيض بشكل واضح وصريح، أكد البيت الأبيض، أن إدانة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأحداث العنف والكراهية التي شهدتها مدينة تشارلوتسفيل، تشمل اليمينيين البيض والنازيين الجدد وجماعة الKKK وجميع الجماعات المتطرفة. وبدأت الأزمة في المدينة مع تنظيم القوميين البيض مسيرات السبت الماضي، هي الأكبر منذ سنوات اعتراضًا على خطط لإزالة تمثال أحد جنرالات الحرب الأهلية في الولاياتالمتحدة، الذي كان مؤيدًا لاستمرار العبودية. وظهر ثلاثة من كبار مستشاري ترامب فى البرامج الإخبارية صباح الأحد، للدفاع عن البيان الغامض الذى ألقاه ترامب فى نادي الجولف الخاص به فى نيوجيرسي. وكسرت إيفانكا ترامب الالبنة الكبرى للرئيس وكبير مستشاريها رسائل والدها صباح اليوم الأحد لتغرد "يجب أن لا يكون هناك مكان في المجتمع للعنصرية والسيادة البيضاء والنازيين الجدد". وقال مستشارة الأمن القومي إتش. آر ماكماستر على شبكة "اي بي سي نيوز" إن الرئيس "واضح جدًا" في بيانه وأدان أي شخص مسؤول عن إثارة هذا النوع من التعصب والكراهية والعنصرية والعنف". وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) مايك بومبيو على شبكة سي بي اس نيوز، إن الرئيس "محدد" و"واضح جدًا" و"بصراحة لا لبس فيها" في الرد على العنف. وأضاف: "عندما يسير شخص ما بعلم نازي، هذا أمر غير مقبول، لكنني أعتقد أن هذا ما قاله الرئيس". وأشاد توم بوسرت مستشار الأمن القومى فى ترامب الذى كان على اتصال مباشر بسلطات شارلوتسفيل مرارًا بالرئيس على شبكة "سي إن إن" وإنه يدين شخصيًا "القوميين البيض والمجموعات النازية التي تتبنى هذا النوع من الإرهاب والإقصاء". وفي حين اعترف بوسرت بأن القوميين البيض مشكلة في البلاد، فقد تحول بسرعة إلى الحديث عن التهديد الأكبر المتمثل في "مشكلة إرهابية جهادية عالمية"، وهذا تكتيك شائع تستخدمه إدارة ترامب، التي تعتبر إعادة تركيز الحكومة على مكافحة التطرف العنيف على الجماعات الإسلامية، وليس القوميين البيض، واقترح خفض التمويل للبرنامج. ووجدت دراسة حديثة أن عدد الهجمات الإرهابية المحددة على أراضي الولاياتالمتحدة التي نفذتها الجماعات اليمينية المتطرفة، بما في ذلك القوميين البيض، وقد تفوق عدد الهجمات التي نفذها الإسلاميون من 2 إلى 1 بين عامي 2008 و2016. وعلق الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون بكتابة تغريدة علي تويتر على الحادث : "حتى وإن كنا نحمي حرية التعبير والتظاهر، فيجب أن ندين الكراهية والعنف والاستعلاء العرقي الأبيض. أما الرئيس السابق باراك أوباما، فغرد مقتبسًا من كلام الزعيم الإفريقي الراحل نيلسون مانديلا: "لا أحد يولد وهو يكره شخص آخر بسبب لونه أو خلفيه أو دينه". وقال أوباما في تغريدة أخرى: "يجب أن يتعلم الناس كيف يكرهون، وإذا كان من الممكن تعليمهم الكراهية فلا بد أنه من الممكن أن يتعلموا كيف يحبون". اختتم سلسلة الاقتباسات بالقول: "أن الحب يدخل القلوب بشكل أكثر طبيعية من نقيضه". واحتشد الآلاف من أنصار اليمين المتشدد في إحدى البلدات الصغيرة بالولاية لإظهار قوتهم وعرض الأعداد الكبيرة للمؤيدين لأفكارهم المتشددة في مختلف أنحاء الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي المقابل احتشد معارضو العنصرية ومناهضو الفكر المتطرف لمواجهة اليمين، فيما يخشى أن تتحول المظاهرة لاشتباكات عنيفة بين الجانبين، ونزلت قوات من الحرس الوطني إلى الشوارع لمنع تفاقم الأوضاع الأمنية.