على مساحة 7.5 فدان، وتحديدًا بالقرب من محطة مترو "السيدة زينب"، تقع منطقة "تل العقارب"، إحدى المناطق العشوائية غير المخططة بحي السيدة زينب. تختلف بيوت "تل العقارب" عن غيرها من العشوائيات، في أن معظمها من العشش الصفيح، أو العشش الطينية المتلاصقة، وكان سكانها يعيشون حياة غير آدمية، وسط الحيوانات الضالة والقمامة دون مرافق، سواء كانت صرفًا صحيا أو مياه وأحيانًا كهرباء. لم تكن أحلام قاطني "تل العقارب" السكن في منازل فارهة، أو الاستمتاع برغد العيش، وانحسرت فقط في إيجاد مسكن آدمي يأويهم، من قذارة القمامة، وغياب المرافق، تحمي جدرانه جلودهم من حر الصيف، وأمطار الشتاء. تعكف محافظة القاهرة حاليًا على تطوير المنطقة بعد هدم مساكنها، وتسكين الأسر في مدينة أكتوبر، بالتعاون مع صندوق تطوير العشوائيات بوزارة الإسكان، ورغم ذلك التطوير الجاري على قدم وساق، للانتهاء منه عام 2018، وفقًا لتوجيهات رئيس الجمهورية، إلا أن الخوف من المستقبل، والعودة للمنطقة بعد التطوير، يظل هاجسًا يسيطر على معظم الأهالي. "إسلام" صاحب ورشة للخراطة، ومن سكان المنطقة، قال ل"بوابة الأهرام": "كلنا استسلمنا لإخلاء منازلنا، والسكن المؤقت في أكتوبر، على أمل العودة للسيدة زينب مرة أخرى"، مشيرًا إلى العودة لن تكون للجميع -بحسب وصفه- حيث إن عدد الوحدات الجديدة التي يتم إنشاؤها أقل من عدد الأهالي الذين تم إخلاؤهم. وأوضح أن أصحاب الورش، التي يبلغ عددها نحو 25 ورشة، وفرت لهم محافظة القاهرة بديلاً مؤقتًا بعضه بمساكن زينهم، وأخرى أسفل كوبرى أبو الريش، يستخدمونه كمخازن لعدم صلاحيته لعمل الورش. وأشار إلى أن بديل مساكن زينهم، قد أجبرتهم المحافظة على "تقفيله" كجراج – بحسب وصفه- لافتًا أن العمل يتم فيه مؤقتًا لحين الانتهاء من التطوير، ولكن عودتنا "لتل العقارب"، ستكون مشروطة بتغيير النشاط، مؤكدًا أن تغيير النشاط سيقابل بالرفض من بعض أصحاب الورش، حيث إن نشاط معظم هذه الورش ينحصر في "الخراطة والميكانيكا والسمكرة"" "أنا مش هاخد شقة بعد التطوير"، بثقة تحدث ل "بوابة الأهرام" "أبو أحمد"، صاحب ورشة أخرى، من سكان تل العقارب، مشيرا إلى أنه يسكن على نفقته الشخصية حاليًا"، ومتابعًا: "مخدتش سكن بديل مؤقت زي باقي أهالي تل العقارب". وأوضح أن المحافظة اكتفت ببديل مؤقت لورشته في مساكن زينهم، وبسؤاله عن سبب ذلك، أجاب: "إحنا كنا في تل العقارب ساكنين في بيت ورثة، وساعة الحصر المحافظة مبتعوضش كل الورثة، واكتفوا معايا بالورشة." "والله مش كل البيوت كانت صفيح وخراب زي ما الإعلام صور"، هذا ما أكدته "عايدة"، أحد أهالى "تل العقارب"، قائلة: "كان فيها بيوت مبنية على خرسانة مسلحة، من 30 سنة، ومحصلش ليها حاجة، بس اتزالت ضمن اللى اتزال، وكان فيها بيوت قربت تقع". وأوضحت أن أجهزة حي السيدة زينب، أخلت منزلها، ونقلتها مؤقتًا إلى أكتوبر لحين الانتهاء من تطوير المنطقة، وعودتها مرة أخرى، إلا أن "عايدة" أكدت – وبحسب تعبيرها- "مش باين إذا كنا هانرجع ولا لأ.. بس الناس كلها هنا في أكتوبر خايفة، وكلنا حاسين إنهم مش هايرجعونا كلنا"" توفيق مندور، من أهالى تل العقارب، قال ل"بوابة الأهرام": "داخلين في سنة وإحنا محدوفين فى أكتوبر، وكتير منا مبيشتغلش، لأنه مش لاقى"، وأكد أن معظم المنقولين لأكتوبر لا يعملون، وفقدوا مصادر رزقهم اليومي، معللًا ذلك بأن الأغلبية كانت تعمل بمهن حرفية في السيدة زينب ومنها النجارة، فضلا عن أن السيدة زينب من أحياء القاهرة القريبة من "وسط البلد" و"العتبة" و"الموسكي"، وكان السكان يتمكنون من توفير لقمة العيش بسهولة، أما أكتوبر فلا تتوافر فيها سبل العيش، وإن توافرت تهدر الأموال في المواصلات وغلاء المعيشة. من جانبه أوضح حسام رأفت، رئيس حي السيدة زينب في تصريحات ل "بوابة الأهرام"، أن أعمال الإنشاءات جارية، لافتًا إلى انتهاء أعمال الإزالات والإخلاء. وكانت محافظة القاهرة قد أعلنت عن خطة تطوير "تل العقارب"، لتشمل هدم وإزالة كل المنطقة بالكامل، ونقل سكانها مؤقًتا إلي مساكن بديلة في مدينة أكتوبر، لحين الانتهاء من بناء المنطقة من جديد على طراز معماري، يتسق مع طبيعة حي السيدة زينب التاريخي العريق، ثم إعادة تسكين الأهالي مرة أخرى في المساكن الجديدة. يذكر أن محافظة القاهرة بالتعاون مع صندوق تطوير العشوائيات بوزارة الإسكان، ستقوم ببناء 16 عمارة تضم 815 وحدة سكنية بتل العقارب، مع مراعاة تخصيص الدور الأرضي محلات، وقد روعي وضع التخطيط الأمثل والنموذجي الراقي، بما يتناسق مع الإطار العام لمنطقة السيدة زينب بإضافة الشكل الجمالي للعمارة العاصمة تُخلي "تل العقارب" لمنحها طرازًا تاريخيًا العاصمة تُخلي "تل العقارب" لمنحها طرازًا تاريخيًا العاصمة تُخلي "تل العقارب" لمنحها طرازًا تاريخيًا # # # .