اعتبرت صحيفة تايمز البريطانية اليوم الأربعاء التونسي محمد البوعزيزي شخصية العام، وكان البوعزيزي قد أضرم النار في نفسه قبل عام احتجاجًا على إهانته مما ألهم انتفاضات الربيع العربي وهز أنظمة شمولية أخرى بالمنطقة. وأضرم البوعزيزي (26 عامًا) النار في نفسه العام الماضي بعد أن صادر مسئولون عربته التي كان يبيع عليها الخضر وقيل إنه تعرض للصفع على وجهه والإهانة، ومس هذا الحادث وترًا لدى الكثير من العرب في المنطقة في ظل قمع حرية التعبير مع تدني احتمالات حصولهم على فرص عمل جيدة. وقالت الصحيفة على صدر صفحاتها "اختارت تايمز اليوم محمد البوعزيزي البائع المتجول الذي أصبح مصدر الهام للربيع العربي شخصية العام... لم يكن البوعزيزي ثائرًا لكن احتجاجه الفردي كان محفزًا لموجة من الانتفاضات التي أحدثت تحولًا في الشرق الأوسط." وأشعلت وفاة البوعزيزي متأثرًا بإصاباته في يناير كانون الثاني احتجاجات في أنحاء تونس وظلت تتزايد حتى اضطر الرئيس السابق زين العابدين بن علي للفرار من البلاد، وبعد ذلك انطلق الملايين إلى الشوارع في مصر وليبيا وسوريا ودول أخرى احتجاجًا على القمع والفساد والفقر والبطالة. وتمكنت الانتفاضات من خلع الرئيس في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن مؤخرًا في حين أن سلطة الرئيس السوري بشار الأسد بدأت تتفتت وأصبح حكام آخرون في المنطقة يتابعون الغضب الشعبي بتوجس. وانتخبت تونس منذ ذلك الحين زعماء جدد من خلال انتخابات ديمقراطية سلمية. وفي مقابلة أجرتها في أكتوبر مع منوبية والدة البوعزيزي قالت "كل هذا لم يكن ليحدث لو لم يثر ابني ضد القمع والتهميش والإهانة." وأضافت "ما أتمناه هو أن يحافظوا على أمانة ابني وأن يفكر من سيحكم البلاد في مصير الفقراء والمهمشين في المناطق الداخلية للبلاد."