على مدار الأعوام العشر الأخيرة، ظل إطلاق أسماء المشاهير على أنواع البلح "عرفًا" بين التجار بمصر، لجذب الزبائن، إلا أن الأمر تغير العام الحالي لتكتفي معظم المحلات بكتابة الأسعار عليها. كان التجار بمصر يستغلون الأوضاع التي تمر بها مصر لجذب الزبائن لبضاعتهم فقبل ثورة 25 يناير كان الوسطان الفني والرياضي هما المسيطران على أسماء البلح لتحتل هيفاء وهبي ونانسي عجرم مرتبة التمور الأعلى سعرًا حينها. وخلال الفترة التي تلت ثورة يناير سيطرت الرموز السياسية على أسماء البلح لتمنح الأنواع الأرخص سعرًا أسماء رموز النظام السابق، وأفخم الأنواع وأغلاها للرموز السياسية التي أعقبت ثورة 25 يناير، وكذلك الرموز التي سبقت عصر مبارك كجمال عبد الناصر وقال إسلام محمد، صاحب إحدى محلات بيع الياميش والبلح بوسط البلد، إن هناك انخفاضًا في المعروض من البلح هذا العام بسبب ارتفاع الأسعار، مضيفًا أن التجار لم يهتموا بإطلاق أسماء الشخصيات العامة أو المشهورين على منتجاتهم بسبب الركود. وأضاف إسلام، بأن الأسعار ارتفعت دون مبرر فالبلح الموجود في السوق منتج محلي وليس مستوردًا، مضيفًا أن كثيرًا من المواطنين يتجهون لشراء العصائر والسوبيا وبعض المشروبات الرخيصة بدلاً من التمر بسبب الأسعار. وأضاف إسلام أن كيلو البلح السيكوتي يتراوح بين 24 و35 جنيهًا، والبلح برتموتة من 22 إلى 24 جنيهًا، والبلح الأسواني 28 جنيهًا، فيما بلغ سعر بلح الودي الجديد علبة 2 كيلو 46 جنيهًا، والكيلو ب 24 جنيهًا. وقال أنور عيد، صاحب أحدى محلات بيع البلح والمكسرات، إن حجم مبيعات البلح لم يؤثر فيها ارتفاع الأسعار إذ تدور في فلك العام الماضي، بينما تراجعت باقي المنتجات مثل المكسرات وغيرها ذلك العام بنسبة كبيرة بسبب ارتفاع الدولار باعتبارها مستوردة. وأضاف عيد، أن المبيعات اقتصرت فقط على قمر الدين والكركديه والمنتجات والمشروبات الباردة ذات السعر المنخفض. ويقول محمد حسين، 50 عامًا، إن أسعار البلح والياميش مرتفعة جدًا هذا العام، ولكن المواطنين يمكنهم أن يتخلوا عن تلك السلع واستبدالها بالعصائر والمشروبات الباردة، مؤكدًا أنه يجب علي المواطنين تحمل الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد. وقالت نور، ربة منزل، إن الأسعار مرتفعة ولكن يمكن للمواطنين تقليل استهلاكهم فشهر رمضان للصيام والعبادة وليس للأكل والبذخ. وعلق أحمد إبراهيم، 35 عامًا، إن منتجات رمضان هذا العام شهدت ارتفاعًا جنونيًا، مما أجبرنا علي العزوف عن الشراء المكسرات واقتصارنا على شراء كميات قليلة من البلح. ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، فإن مصر تحتل حاليا المركز الأول في إنتاج التمور على مستوى العالم متقدمة على إيران والسعودية، ويقدر إنتاجها السنوي بحوالي مليون و465 ألف طن، ما يعادل 17.7% من الإنتاج العالمي المقدر ب 7.5 مليون طن.