افتتح في العاصمة العراقية بغداد صباح اليوم مؤتمر اتحاد الصحفيين العرب، تحت شعار "الصحفيون العرب دور فاعل في التغيير نحو الحرية والديمقراطية" وذلك للمرة الأولى منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي، حضر الافتتاح نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي، وعدد من المسئولين الحكوميين وحشد من الصحفيين العرب والأجانب. وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمته الافتتاحية: لم نكن نستطيع قبل 3 أو 4 أعوام أن نستقبل هذا العدد من الضيوف وكانت بغداد مدينة أشباح وتعطلت فيها الدراسة وانزوى العراق بسبب جراحه الداخلية وحل الإرهاب والطائفية في كل أنحاء البلاد، وقف أهل العراق في وجه التحديات. وأضاف المالكي بعد يوم من انهاء الوجود العسكري الأمركي رسميا في العراق: لم يكن أحد يحلم أن يتحرر العراق بهذا الشكل وأن تعود مؤسسات البلاد للعمل ووجودكم خير شاهد..واليوم ارتفعت راية العراق في كل مكان بعد انسحاب القوات الأجنبية في ظل العملية السياسية التي اختارها العراقيون، ليكون العراق شريكا في استقرار المنطقة. وحيا المالكي شهداء الصحافة العراقية: في ظل حكم الحزب الواحد دفع الشعب العراقي الثمن فادحا من حرياته وكان في مقدمتهم المثقفون والصحفيون وهو مادفع كثيرين للهجرة أو التقاعد، لكن الصحفيين العراقيين وقفوا إلى جوار الحقيقة برغم المفخخات والقتل ودفع العشرات منهم حياتهم ثمنا لذلك وبينهم صحفيون عرب. وأكد المالكي أن الربيع العربي مر علي بغداد قبل الدول العربية، وأن بلاد الرافدين شهدت ربيعين أحدهما سياسي وآخر للصحافة والثقافة والفن، وأن بلاده تعمل بها 50 فضائية لاتخضع للحكومة، وأنه يدرك التحديات التي تواجه الإعلام في العالم العربي. وتباهى رئيس الوزراء العراقي بأن حكومته ليست فيها وزارة للإعلام، وانتقد من وصفهم ب"مثقفى السلطة" وقال إنهم ينتهون، وأشار أنه يقبل الهجوم علي بعض الطوائف برغم اختراق المهنية لان العراق يعيش حرية جديدة، وأن حكومته لن تتورط في منع الكلمة الحرة أن تتوجه لأبناء الشعب. أما مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين فقد قال إن بلاده تحتضن اجتماعات الصحفيين العرب بعد 30 عاما من آخر اجتماعات احتضنتها بغداد، وأن فكرة استضافة مؤتمر اتحاد الصحفيين العرب بدأت قبل سنوات لكنها جاءت في الوقت المناسب الآن لتحمل رسالة مفادها أن العراق سيعود لأداء دورة في العالم العربي. فيما تفاخر اللامي الذي تضم نقابته أكبر عدد من الصحفيين في العالم العربي- نحو 12 ألف صحفي- بعدم وجود سجين واحد في قضايا رأي من الصحفيين بالعراق سواء العاملين في الصحافة المكتوبة أو المسموعة. وقد ألقى إبراهيم نافع رئيس اتحاد الصحفيين العرب وجيم بوملحة رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين كلمتين قصيرتين. وقد بدأ الحفل بعزف السلام الجمهوري العراقي، ثم بآيات قرآنية من سورة "نون والقلم ومايسطرون" تلاها الشيخ محمد سعيد العراقي القارئ الأول في العراق. ثم تم تقديم ما يعرف ب"نشيد الصحافة" وهو يمجد بالكلمة والصورة تضحيات الصحافة العراقية التي فقدت عشرات من أبنائها خلال الغزو الأمريكي الذي استمر من 2003 إلى 2011. وقد أعقب الافتتاح بدء اجتماعات المكتب الدائم والأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب بفندق الرشيد وسط العاصمة العراقية.