كشفت مشادة غير معتادة في قمة تجارية أمس الجمعة حجم التوتر بين الولاياتالمتحدة والصين وذلك في دليل آخر على عمق التنافس بين أكبر اقتصادين في العالم في منطقة المحيط الهادي. وتزايد التوتر قبيل التجمع السنوي لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبك) بسبب اتفاقية تجارة حرة مقترحة تقودها الولاياتالمتحدة التي تريد أن توازن النفوذ الصيني لكن بكين تراها محاولة لإجبارها على اللعب وفقا للقواعد الأمريكية. دبت المشادة خلال مؤتمر صحفي عشية اجتماع زعماء المنطقة الذي يستضيفه الرئيس الأمريكي باراك أوباما عندما اختلف مسئولون تجاريون كبار بشأن شراكة مقترحة عبر الأطلسي بين الولاياتالمتحدة وما لا يقل عن ثمانية اقتصادات أخرى من الدول الآسيوية المطلة على المحيط الهادي. بدأ مساعد وزير التجارة الصيني يو جيانهوا الهجوم قائلا بوضوح إن بكين لم تطلب الانضمام إلى المحادثات بشأن الاتفاقية لكن "إذا تلقينا يوما ما هذه الدعوة فسندرسها بجدية". ورد الممثل التجاري الأمريكي رون كيرك مشددا على أن الاتفاقية المقترحة ليست "منتدى مغلقا". وقال بابتسامة فاترة "جميعكم محل ترحيب. لكنه أيضا ليس المحفل الذي ينبغي أن تنتظروا فيه الدعوة". ولم تقدم إدارة أوباما حتى الآن أي إشارة على رغبتها في ضم الصين للمحادثات. واستقبلت الصين بفتور فكرة الشراكة عبر الأطلسي لقلقها على ما يبدو من أنها قد تدفعها إلى فتح أسواقها بدرجة أكبر بناء على طلب واشنطن. ويريد أوباما استخدام تحرير التجارة في إطار استراتيجية لتأكيد القيادة الأمريكية في المنطقة النشطة اقتصاديا ولمواجهة الصين كتهديد يزداد تنافسية. كما تعكس المشادة العلاقات الأمريكية الصينية المحاطة بسلسلة من الخلافات المتعلقة بالممارسات الصينية المتعلقة بالتجارة والعملة ومبيعات الأسلحة الأمريكية إلى تايوان والحشد العسكري الصيني في المحيط الهادي وسجل الصين في مجال حقوق الإنسان.