ودعت "منى" مساء اليوم "ثالث أيام التشريق ورابع أيام عيد الأضحى المبارك"، آخر أفواج الحجاج غير المتعجلين بعد رمى الجمرات الثلاث. وأكدت قيادة أمن الحجاج بمشعر منى - في بيان لها - أن هذا الموسم يعتبر الأول من نوعه الذى لم يشهد حوادث خطيرة، كما لم يشهد حادثة حريق واحدة صغيرة أو كبيرة رغم الازدحام الشديد بسبب الأعداد الكبيرة للحجاج واكتشاف بعض المخالفات بالخيام. وذكر البيان أن منشأة الجمرات بطوابقها الأربعة بدت طوال اليوم هادئة وهى تستقبل آخر ضيوف الرحمن بعد أن غادر مساء أمس أكثر من 70% من الحجاج مشعر "منى" متعجلين في طريقهم إلى مكةالمكرمة لأداء طواف الوداع. وقدر البيان عدد الحجاج المتأخرين بنحو ثلاثة أرباع مليون حاج بدأوا بعد ظهر اليوم مغادرة "منى" بعد أن قاموا برمى الجمرات الثلاث (الصغرى والوسطى والكبرى)، ويتدفق ضيوف الرحمن حاليا إلى مكةالمكرمة لأداء طواف الوداع والإفاضة قبل أن يدلفوا عائدين إلى أوطانهم (لمن قام بزيارة المسجد النبوى في طريق الذهاب) او يتجهوا للمدينة المنورة للتشرف بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويشهد الحرم المكي الشريف كثافة كبيرة من الحجاج لأداء طواف الإفاضة والوداع وقد امتلأ صحن المطاف بكامل طاقته الاستيعابية والتي تقدر بأكثر من سبعين ألفا في الساعة وتم تحويل الفائض عن الطاقة الاستيعابية للمطاف إلى الدور الأول من المسجد الحرام وسطح المسجد الحرام. وجندت الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي ستة آلاف موظف تم توزيعهم على جميع أروقة وأدوار المسجد الحرام لتوعية وتوجيه وإرشاد الحجاج وتنظيم عملية الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام، ومنع الجلوس في المشايات والممرات المؤدية إلى صحن المطاف، وتوزيع الكتيبات والمطويات التوعوية بالعديد من اللغات علاوة على تكثيف برامج الوعظ والإرشاد والتوجيه والرد على أسئلة واستفسارات وفود الرحمن ومراقبة عملية الطواف والسعي وتخصيص العديد من العربات للسعي بالمجان وعربات خاصة بذوي الحاجات الخاصة. كما جندت قوة أمن الحرم جميع طاقتها لمراقبة حركة الحجاج والمحافظة على أمنهم وسلامتهم داخل المسجد الحرام وساحاته، وذلك وفق الخطة التي أعدتها بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية لتقديم أفضل الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام والمحافظة على أمنهم وسلامتهم وراحتهم. وقامت إدارة الدفاع المدني بنشر أكثر من ألف مسعف يتمركزون في ثلاثين نقطة في صحن المطاف والمسعى والمداخل الرئيسية للمسجد الحرام لتقديم الخدمات الإسعافية للحالات الطارئة التي قد تحدث لبعض الحجاج كالإجهاد وغيره إضافة إلى المراكز الصحية الموجودة داخل المسجد الحرام والمجهزة بكل ما تحتاج إليه من كوادر طبية ومستلزمات طبية.